المرشد التربوي... مهامُ اجتماعيَّة لا غنى عنها

اسرة ومجتمع 2023/11/05
...

  بغداد: سرور العلي

وجود المرشد التربوي في المدارس، لا سيما المتوسطة والاعدادية من الأمور المهمة المتعلقة بالمرحلة العمرية للطلبة، إذ كثيرٌ من هؤلاء يمرون بفترة المراهقة. الدكتورعبد الكريم خليفة، استشاري نفسي وتربوي بين أن كثيرا من العلماء أكدوا بخطورة تلك الفترة، وعدها مرحلة عاصفة ومليئة بالتوترات، لذلك يحتاج المراهق إلى خبير أو باحث نفسي للالتقاء بالمراهقين، وقدر الإمكان معرفة الحاجات التي بداخلهم من افرازات عاطفية، وحالات التمرد التي يعانون منها، والعزوف عن الدراسة، نتيجة للاخفاقات في تحقيق الحاجات النفسية والاجتماعية لديهم..
 ويعاني المراهق من مشكلة كبيرة، وهي أنه في بعض الأحيان يعامل كطفل، وأحياناً كبالغ وهو بحاجة أن يكون كبيرا، وبالتالي لا يلبي الآخرين هذه الحاجة الأساسية لتحقيق ذاته.

تحديد القدرات
لفت خليفة إلى أن الباحث الاجتماعي أو المرشد التربوي يقوم بدورٍ مهمٍ في حل المشكلات، التي يعاني منها المراهق، أما في ما يتعلق بطلبة الاعدادية نلاحظ في تلك المرحلة، هي التوجه نحو اختيار المهنة أي الانتقال للمجال الأدبي، أو العلمي، أو التطبيقي الأحيائي، أو إلى إعدادية الصناعة، أو التجارة، وغيرها من التصنيفات الأخرى التعليمية، لذلك يحتاج المراهق إلى تحقيق التوافق المهني، الذي يراه كثير من الباحثين من الأمور الاساسية التي يحتاجها، ليدخل بنقاش علمي وواعٍ بينه وبين المرشد، لتحديد القدرات والمهارات الموجودة لديه، لكي يلتحق بالفرع أو الدراسة التي تتلاءم مع هذه الامكانيات، ليكون النجاح حليفه.
وأكد «ولاحظنا أن الارشاد ليس مهما فقط في المدارس المتوسطة والاعدادية، بل كثير من التجارب الخاصة بهذا المجال نجحت في بعض دول العالم، ومنها في بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وكذلك في البلدان المجاورة، كالسعودية، والأردن، إذ يبدأ لديهم من مرحلة رياض الأطفال، ليتحقق التوافق النفسي والاجتماعي والتعليمي لدى الطفل من المراحل الأولى، لذا فإن وجود الباحث أو المرشد بكل الفروع التعليمية هو مهم، للمساهمة بالكثير من المهام، وليس فقط بحل المشكلات، وإنما بمساعدة الطالب بتطوير قدراته ومهاراته، وتحسين الأداء، والإصغاء، والحوار، والنقاش لديه، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بالتعليم.
زينب علي، طالبة في المرحلة الثانوية ترى أنه من الضروري تفعيل دور المرشد التربوي، وإعطاؤه الكثير من الاهتمام، لما له من أهمية كبير في معرفة دوافع الطلبة، وفهم سلوكياتهم وانفعالاتهم، وبالتالي سينعكس ذلك على مستواهم التعليمي، وتحسين الأداء لديهم.

رؤية واضحة
المرشد التربوي حامد لطيف أوضح مهام المرشد بالقول «يبرز دوره بغرس القيم الاجتماعية والأخلاقية والمثل العليا في نفوس التلاميذ، ومساعدتهم على التكيف مع البيئة التعليمية في المدرسة، وجمع المعلومات عن الأعمال والمهن المختلفة، وفرص التعليم والتدريب المهني، وعرضها على الطلبة وأسرهم، وتحصين التلاميذ ضد الاضطرابات النفسية والمشكلات الاجتماعية، للحد من الوقوع فيها، من خلال تعليمهم وتنبيههم، لتلافي حدوثها، وتوفير رؤية واضحة لدى مدير المدرسة، والكادر التربوي حول مشكلات الطلبة، ووضع الخطط اللازمة، لمواجهتها وتوعية التلاميذ بالنظام المدرسي والالتزام به، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، والعمل على تنمية الروح الاجتماعية لديهم، وتوجيههم نحو السلوك الاجتماعي، والعادات الصحيحة من خلال الارشاد الجماعي.

توجيهٌ ومساعدة
مضيفاً «كما من مهامه الأخرى التعرف على ميول التلاميذ، واستعداداتهم وقدراتهم وتنميتها عن طريق الاختبارات والمقاييس، والمشاركة في الانشطة المختلفة، وملاحظة الظواهر والسلوكيات السلبية، وغير الصحيحة لدى الطلبة، وارشادهم بما يناسب مستوياتهم، ومتابعة المستويات العلمية لهم، وتوجيههم نحو كيفية الاستعداد للامتحانات، ومساعدتهم على فهم أنفسهم والتعبير عنها وتقبلها، ما يؤدي إلى زيادة وعيهم بمشاعرهم وأفكارهم وحاجاتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والاهتمام بالطلبة الموهوبين والمتفوقين، وتنمية مهاراتهم، والتعرف على التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة، من ضعاف السمع، والبصر، وبطيء التعلم، والقيام برعايتهم، وتنظيم سجلات ارشادية للتلاميذ، وتدوين معلومات عنهم، والحفاظ على سريتها».