غيداء البياتي
كان العنوان التعليمي سابقا مدعاة للتباهي، فهو بالحقيقة كان يعادل في منزلته العالية وسطوته الكبيرة،عنوان «رجل دولة» قبل 2003، فضلا عن أن افراد المجتمع يخاطبون المعلم بمفردة «استاذ» ولغاية الآن، على أي حال فإن هذا اللقب بدأ ينحصر خلال موسم الدراسة فقط، أما بقية الأشهر من السنة فتمر بحالة سبات، لأن الدولة بدأت ترى العلم والمعرفة «رجسا من عمل الشيطان»، وعلى ما يبدو أن مجانية التعليم ألغيت، وبلغت دولتنا سن الشيخوخة، فلا نمتلك مدرسة نموذجية حكومية واحدة «عليها العين «، في أي منطقة شعبية أو راقية، بينما توجد أكثر من أربع مدارس أهلية وجامعة في المنطقة الواحدة، لكن هنالك في الأفق أملًا بواقع تعليمي أفضل بعد مساعي رئيس الوزراء للتصحيح.
المهم أن الأبناء أصبحوا يستنجدون بجيوب ذويهم ليحصلوا على العلم؛ لكن من باب الأمانة التأريخية فإن بعض المدارس والجامعات الحكومية فيها من الاساتذة ما «يفقس العين الحاسدة»، لا سيما في القدرة الرائعة على توصيل المعلومة للطالب، ولو ان الكتب ببعض المدارس الابتدائية تحولت بقدرة قادر إلى ملازم من طراز خاص.
يحضرني الآن، برنامج «كأس مدارس العراق»، وهو علمي تنافسي كان يعرض عبر قناة العراقيَّة، خلال العام الدراسي 2014 - 2015 وتشارك فيه عدة مدارس من عموم العراق، هذا البرنامج توجهت به قناديل العلم والمعرفة وأشعل روح التنافس بين الطلبة حتى اصبح لديهم معلومات عن كافة العلوم والكتب، فقد قال احد الطلبة المشاركين في البرنامج انه يقرأ عشر وجبات في اليوم ويأكل وجبة واحدة، فلم يترك أحدث الدراسات والكتب والروايات، التي صدرت من جميع الدول العربية أو جزر القمر إلا وقرأ عنها، هذه البرامج تعدُّ واحدة من وسائل الدعوة والتثقيف والتوعية الفاعلة، التي تدعو إليها جمعية الأمم المتحدة، خلال الإسبوع الحالي والمخصص للعلم والسلام، الذي احتفلت به في العام 1986 وجعلته سنويا من أجل صون السلم والأمن الدوليين، وعززت من خلاله التنمية المستدامة، وركزت فيه على العلم والمعرفة، وللتأكيد فإنها خصصت يوم العاشر من تشرين الثاني، ليكون العالمي للعلوم من أجل السلام، وذلك لما للعلم من دور مهم في المجتمع والحاجة إلى إشراك جمهور أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الجديدة، وإن هذا اليوم يؤكد أهمية العلم في الحياة اليومية.
ويهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، إلى ضمان إطلاع المواطنين على التطورات العلميَّة، لا سيما الطلبة منهم، ويؤكد دور العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الكبير، ليجعل مجتمعنا أكثر استدامة.