ناثانيال إريكسون
ترجمة: شيماء ميران
غالبا ما يقلق الآباء من السؤال عن موهبة أطفالهم
انا اُدير تطبيقات خاصة بالطلاب في «معهد ديفيدسون»، إذ قمنا من خلالها بمساعدة آلاف من الاطفال الموهوبين، او الأطفال الذين حصلوا على 99.9 في المئة في اختبارات الذكاء، للوصول الى اعلى إمكانياتهم. قبل أن نقوم بتدريسهم العلوم الإنسانية لمدة عقد تقريبا.
يمكن لمعظم الاطفال الموهوبين التعلم والتعامل مع المعلومات وفهم المواد بنحو أسرع وأفضل من اقرانهم. لكنهم ليسوا طلابًا ذوي سلوك جيد واداء عالٍ. يوضح علماء الأعصاب أن الموهبة تختلف من طفل لآخر، هناك علامات غير متوقعة تدل على موهبة طفلك منها:
نموٌ غير متزامن
لو كان الطفل الذكي يعاني من اداء المهام البسيطة مثل ربط حذائه أو تنظيف اسنانه بالفرشاة، فهذه أمثلة قليلة على التطور غير المتزامن، أو النمو الاسرع في بعض المجالات عن غيرها، وهذا شائع بين الاطفال الموهوبين، إذ يمكن لطفل موهوب يبلغ من العمر ثماني سنوات أن يُظهر مهارات في القراءة لطالب في الصف السابع، ومهارة في حل المسائل الحسابية لطالب في الصف الخامس أو مهارات اجتماعية على مستوى الصف، والتنظيم الانفعالي لطالب أصغر سنا بكثير الحركة والحساسية في سن مبكرة، يشير علماء الأعصاب إلى أن الأطفال الموهوبين يمرون باستجابة انفعالية أكثر حدة تجاه العالم المحيط بهم. فعلى سبيل المثال، ربما يواجهون صعوبة الاستمتاع بالعروض التي تتألم فيها الشخصية أو تحزن. ويتمتع الكثير منهم بإحساس عالٍ بالعدالة، ويمكن أن يشعروا بالإحباط وخيبة الأمل في الوضع الخاطئ.
وبسبب تطورهم غير المتزامن، لا يمتلكون مهارات التنظيم العاطفي للتعامل مع المشاعر الكبيرة، التساؤل الوجودي يمتلك الأطفال الموهوبون في الغالب فضولًا لا يُشبع، خصوصا في ما يتعلق بالجوانب الوجودية للحياة، فتراهم أكثر اهتماما بقضايا مثل الموت والفقر وتغير المناخ والظلم من اقرانهم. فعلى سبيل المثال، فيلم او كتاب للأطفال عن التنمر قد يدفعهم إلى طرح أسئلة حول طبيعة المجتمع. ويمكن أن تتراوح الأسئلة من «ماذا يحدث عندما نموت؟» إلى «لماذا تحدث أشياء سيئة في العالم؟.
اهتمامات فريدة وروح دعابة ناضجة، يشعر الآباء أحيانا بالقلق، حين يقوم أحد الطلاب بعمل تورية كيميائية رفيعة المستوى أو يتعامل مع خرائط النقل العام في المدن الكبرى، ما يعني أن طفلهم قد فوّت مرحلة الطفولة أو أنه ليس طفلا.
ضعف التحصيل الدراسي
يحتاج الأطفال الموهوبون إلى التحفيز الذهني المستمر بقوة، لأنهم يشعرون بالملل في المدرسة بسرعة، كونهم يتعلمون الأشياء بنحو أسرع من أقرانهم، فإذا لم تكن المدرسة مليئة بالتحديات أو تجذب الاهتمام بدرجة كافية، فقد يفقدون هذا الحافز، تماما مثل ما ستشعر به بعد نوبة عمل مدتها ثماني ساعات دون مواجهة أي تحدٍ أو مشاركة، رغم أنهم يستطيعون إنجاز المهمة بسهولة، كونهم يتمتعون غالبا بمهارات تفكير وذاكرة ممتازة، إلا أنهم لا يرون أي غرض ويتوقفون عن المحاولة.
امكانيات الأطفال الموهوبين الهائلة
الموهبة في جوهرها هي اختلاف قائم على الدماغ يسهم في عالمنا النابض بالحياة والمتنوع فكريا، ومع استمرارك في استكشافها لدى طفلك، يمكن لك أن تفهم ما هو أفضل وتمنحه موارد موسعة للوصول إلى إمكانياته الكاملة.
عن صحيفة يو أس آيه تودي