يونس جلوب العراف
في كل مرة أشاهد فيها ما يفعله الصهاينة في فلسطين المحتلة عبر شاشات التلفاز من إجرام استثنائي يصل إلى ما لا تتحمله النفس البشرية، أدرك أن اهالي غزة اصبحوا خارج كل خارطة طريق للحل السلمي أي أنهم مرسومون خارج أي خارطة طريق ممكن رسمها من قبل دول العالم الراغبة بحماية الفلسطينيين من أسلحة الصهاينة.
إن هذا الإدراك سببه كمية الحقد الصهيوني على الفلسطينيين والذي ابرزته الأعداد الهائلة من القذائف والصواريخ التي تلقى يوميا على أحياء مدينة غزة، فالصهاينة يرون أنهم وجدوا فرصة تاريخية من أجل التخلص من اهالي هذه المناطق المقاومين بسلاحهم وصبرهم اللامتناهي على تحمل تلك الضربات الجوية والصاروخية. من المعروف ان الصهاينة كانوا يفكرون في احتلال غزة منذ أمد بعيد، لكن حذرهم من الرأي العام العالمي، ومن أجل تحسين صورتهم أمامه جعلهم لا يقدمون على هذه الخطوة التي كانت ستضعهم في موقف صعب جدا يعرضهم للانتقاد من قبل هذه الدول التي يمكن تغير موقفها وتذهب باتجاه تأييد الجانب الفلسطيني.
في ضوء ما تقدم نرى أن الحل الوحيد أمام الصهاينة هو إيقاف قصف غزة والمدن الفلسطينية الأخرى، فمن الممكن أن تتحول هذه الحرب الثنائية إلى حرب إقليمية تمتد آثارها الى مناطق أخرى من دول غرب آسيا المنضوية تحت لواء محور المقاومة التي قد تتحول ردة فعلها إلى أعمال عسكرية تطال مصالح وقوات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وهو أمر تعرف عواقبه جميع هذه الدول وهو ما حدث في العراق وسوريا وإمكانية تكراره محتملة جدا مع وجود تهديدات للقواعد الأمريكيَّة في الكويت والإمارات.
ان إيقاف القصف على المدنيين في غزة هو خروج من مأزق حرج على الصهاينة التفكير في كيفية تجنب عواقبه، فربما يكون ما حدث لهم في عملية طوفان الأقصى هو مقدمة لأحداث أخرى ممكنة الحدوث ان طال امد الحرب، فالفدائي يصعب على المقابل إيقافه كونه متسلحا بالعقيدة والسلاح ولا يخاف الموت.