حرب غزة والحقيقة

آراء 2023/11/05
...

  د. زيد البيدر

أثارت المواقف الأخيرة التي تبنتها الدول الغربية تجاه الأحداث في الأراضي الفلسطينيَّة غضب الشعوب العربية والإسلامية، إذ أعلنت الدول الغربية على لسان قادتها عن تأييدهم لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من جرائم تجاه المدنيين بحجة الدفاع عن النفس، فضلاً عما قدمته من مساعدات عسكرية ومالية.
إذ أعادت تلك المواقف الدور التاريخي والحقيقي للدول الغربية، والقائم على الاحتلال والاستعمار والقتل والاستعباد ونهب خيرات وثروات الشعوب، وما زالت سياستها الحالية تحكمها تلك المبادئ ذاتها.
رغم نجاح الدول الغربية في العقود الاخيرة في الترويج لثقافتها باعتبارها راعية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، وتأثر نسبة كبيرة من الشعوب العربية بثقافة ونمط الحياة الغربية، لا سيما من فئة الشباب، لكن جاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي لينسف تلك الأكاذيب وليبيّن حقيقة للأجيال، التي عاصرت سياسة هذه الدول، إن السياسة العدائيَّة والمنحازة للدول الغربية لن تتغير، وأن ما تعنيه بالديمقراطية وحقوق الانسان تقصد به مواطنيها فقط، وليظهر لفئة الشباب ايضاً زيف تلك المبادئ التي ينادي بها الغرب، وليكتشف سر العداء الذي تكنّه الاجيال السابقة للسياسة الغربية، لا سيما من عاصرت مواقف هذه الدول وسياستها تجاه القضية الفلسطينيَّة.
ذهبت الدول الغربية في تحيّزها لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي إلى أبعد من ذلك، من خلال عدم إدانة ما يقوم به الاحتلال من جرائم ضد المدنيين، والذي راح ضحيتها ما يقارب من تسعة آلاف شهيد أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن ترويجهم لحملة اعلامية لتصوير ما يحدث للرأي العام العالمي على أن دولة الاحتلال هي الضحية، فضلاً عن سياسة تكميم الأفواه، التي اتخذتها الشركات التجارية والرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي، بدعم وضغط من الدول الغربية لمنع ومعاقبة من يروّج ويدعم القضية الفلسطينيَّة.
ينبغي على الدول العربيَّة اتخاذ موقف من السياسة الغربية تجاه القضية الفلسطينيَّة، وقضايا المنطقة بأجملها، إذ إن الدول الغربية لم تتعامل مع الدول العربية كحليف رغم الأهمية، التي تتمتع بها الدول العربية من حيث الموقع الجغرافي، وما تمتلكه من موارد طبيعة كبيرة، فضلاً عما تقدمه للدول الغربية من مساندة ودعم لسياستها تجاه المنطقة والعالم، فلم تتعامل الدول الغربية مع التحديات الأمنية، التي يواجهها حلفاؤها من العرب بجدية تعاملها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أو مع الحرب في أوكرانيا.