كاظم الطائي
لم يعد أمر خوض التصفيات الآسيوية والمونديالية محسوبا بالأشهر والأسابيع، وبات أول لقاء لمنتخبنا الوطني بكرة القدم على مرمى حجر، وصمت كاساس عن تشكيلته المرتقبة بقي لغزا لغاية كتابة هذه السطور .
السادس عشر من الشهر الحالي سيكون موعد المباراة الأولى في ملعب البصرة الدولي أمام منتخب إندونيسيا، وبتفصيلات أدق وبحساب الساعات يكون الوقت المتبقي حرجا، ومقداره نحو 264 ساعة معظمها يذهب سدى بأوقات راحة واستجمام، فضلا عن التأخير في تسمية أوراق اللعب بسبب عدم إعلان التشكيلة وتحقيق الانسجام وتشذيب القائمة الطويلة التي جربها كاساس في رحلة عام، وزادت على الخمسين اسما، حان الوقت لاختزالها إلى أبعد حد بحسب متطلبات المشاركة الدولية والاكتفاء بتشكيلة يرى فيها الأفضلية لحمل لواء كرتنا في المحافل الدولية، ومنها التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.
ارتباط معظم أفراد المنتخب بدوريات خارجية تمنع حضورهم قبل موعد المباراة الأولى بوقت مناسب، والاكتفاء بـ 72 ساعة مقررة دوليا لإلزام اللاعبين بالحضور الرسمي، يحول دون إتمام الطاقم الفني رؤاه الكاملة للمهمة المقبلة، ويشهد دورينا المسمى بدوري نجوم العراق إثارة وسخونة في الجولات التي مرت من عمر المنافسات، في ظل تغيير شكل المسابقة المحلية وتنافس الأندية العراقية على تقديم ما يؤكد أهليتها لدوري المحترفين، ما عدا فريق الميناء الذي طوقته العقوبات الدولية ومنعت تواجد محترفيه بالمسابقة، واعتمد على تشكيلة شبابية لم تحقق رغبتها في المنافسة ليصار إلى الاعتماد على قائمة منقوصة أربكت حسابات كرة السفانة. مباراة تجريبية لمنتخبنا الوطني قبل إطلالته المونديالية في رحلة الـ 264 ساعة المقبلة، ستدعم الملاك الفني في وضع آخر اللمسات والأسماء التي أدرجها الملاك التدريبي في أجندته، بالاستناد إلى مشاركات سابقة ودية أو رسمية، ستسرع بإعلان أوراقه ومنحها الثقة في منافسة بقية الفرق.
المباراة الأولى المرتقبة في التصفيات مع منتخب إندونيسيا في ملعب البصرة الدولي، ستكون بارومتر الكرة العراقية بعهدة الإسباني، بعد اختبارات طويلة ومشاركات عديدة في مسابقات ووديات وجولات مكوكية في عواصم العالم لضم مواهب وأسماء واعدة لمنتخبنا الوطني، تزيد من إصرار كرتنا على تخطي عقبات الأمس والاقتراب من فرصة ثانية نحو التأهل لمونديال جديد يضاف للمكسيك قبل 37 عاما. جاء وقت الجد وذهب التنظير والكلام المشاع والزمن المتبقي بعداد الساعات، وعلينا إدارة وملاكا فنيا ولاعبين وإعلاما رياضيا وجمهورا، الوقوف مع مسعى كرتنا لتحقيق إنجاز باهر لها يشار له بالبنان، وقد مهدت الحكومة لذلك بتلبية كل المطالبات بدعم اللعبة والتعاون مع شركات رصينة وجهات عالمية لتطوير الدوري ودعم المنتخبات وتخصيص الإمكانيات لتفعيل مسار كرتنا، واستمعت بروية لخارطة المستقبل الأرحب لانتشال الواقع الرياضي وفي مقدمته المدللة كرة القدم.. أليس كذلك؟.