علي الباوي

بعد ثلاث جولات ناجحة من دوري نجوم العراق لكرة القدم بحلته الجديدة، وبتواجد "VAR" ونقل تلفزيوني مميز لا يسعنا سوى الإشادة بهذا المنجز الكبير الذي تأخر عنا كثيرا.

جهود كبيرة بذلت من أجل أن يظهر دورينا بهذه الحلة المبهرة، بدءاً من الحكومة وانتهاء بمجهودات الاتحاد المركزي لكرة القدم التي وضعت بهذا الدوري الحجر الأساس لبناء زقورة الكرة العراقية.

الجميع يعلم أن أي بداية لمشروع ما أو منجز معين، تلاقي بعض الصعوبات والمعرقلات، لكن أن تبدأ خير من ألاّ تفكر بالمبادرة، لأنها ستكون الخطوة الأولى في طريق النجاح.

ليس خافيا على الجميع الامتيازات الحاصلة في هذه النسخة المتطورة من بطولة الدوري، فهي جاءت لتحفز ثلاثة محاور؛ أولا رفد المنتخبات الوطنية بالطاقات المهارية الجاهزة، وثانيا استكمال البنى التحتية لملاعبنا، وثالثا خلق وجود فاعل للكرة العراقية بين الدوريات العربية من خلال النقل التلفزيوني.

هذه المحاور زادت من أهمية دوري نجوم العراق، كما أن تقنية "VAR" التي تستخدم لأول مرة في دورينا كللت هذه الجهود بالعدالة التحكيمية وقللت الأخطاء البشرية، ليصب هذا في مصلحة كرتنا ويزيد من ثقلها الإقليمي والآسيوي.

نتوقع أن تتوالى العروض الجيدة، وحقيقة التكتل الجماهيري سواء على مستوى الملاعب أو على مستوى الجمهور المتابع في كل مكان من العالم لمسابقتنا.

ولابد هنا من الإشارة إلى الزخم الذي سيتحقق من خلال نجومية اللاعب العراقي ودخوله في ميدان التنافس المرئي أسوة بالأندية العربية المتفوقة، مثل الهلال والنصر والاتحاد في السعودية، أو السد والدحيل في قطر، أو الأهلي المصري أو الترجي التونسي .. إلخ من الأندية العربية الجماهيرية.

سيجد لاعبنا الحافز الصارم لكي ينمي إمكانياته ويبذل الجهد الفني المدروس من أجل الارتقاء بقدراته، وهذه القدرات بالتالي ستكون في خدمة منتخباتنا الوطنية التي سترفد دائما باللاعبين المحليين المميزين.

من أكثر الصعوبات التي واجهتنا في الاستحقاقات الماضية هو توقف الدوري، ومن حسن حظنا أن الاستئناف جاء بحلة جديدة وبتطور كنا نصبو إليه في أحلامنا فقط.

دوري نجوم العراق إنجاز باهر على مستوى البنى التحتية للرياضة العراقية، ونتائج هذا الفعل الجذاب ستظهر بعد سنتين أو ثلاث بشكل أفضل وأكثر جدوى، نتيجة اكتساب الخبرات والتعامل الجيد مع الوضع الجديد.

نتوسم من الجميع دعم هذا المنجز الوليد ومباركته لكونه انعطافة كبيرة للكرة العراقية في حاضرها المتألق ومستقبلها المضيء. نحن على ثقة عالية من أن كرتنا بخاماتها الوطنية ستكون رقما صعبا بالنسبة لجميع الدول العربية والآسيوية، وهذا الأمر ليس ببعيد، لأننا رأينا أفقه في الأدوار الثلاثة الماضية.