الفشل الأممي في إدارة أزمة غزة

آراء 2023/11/07
...

جواد العطار

أظهرت الحرب على غزة الفشل الذريع للأمم المتحدة وجميع الأجهزة المرتبطة بها خصوصاً مجلس الأمن الدولي وعجزهم الواضح عن إيقاف حمامات الدم بل وانحيازهم الشديد للطرف الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني

الامر الذي يضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور هذه المنظمة الأمميَّة والأجهزة المرتبطة بها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين وإغاثة المدنيين في وقت الحروب.
 لم تؤدِ منظمة الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها منذ إنشائها عام 1945 أي دورٍ محوري في تحقيق الأمن والسلم الدوليين لعدة أسباب، منها: الأول - تداعيات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي والتي استمرت من بداية خمسينيات القرن الماضي الى بداية التسعينيات.
الثاني - حق النقض الفيتو للدول الخمس دائمة العضويَّة والذي عرقل تنفيذ وإقرار الكثير من القرارات الدوليَّة المهمة.
الثالث - أحاديَّة القطبيَّة الأميركيَّة التي سادت خلال العقود الثلاثة الماضية، والتي أدت إلى تفرد القرار الأميركي بالمنظمة الأمميَّة. ما تقدم أعلاه كان وبلا شك سبباً في اندلاع الكثير من الحروب والصراعات في مختلف دول العالم وتعثر أدوار المنظمات الدوليَّة في معالجتها أو حتى حلها بالنسبة لمجلس الأمن الدولي الذي كان ولا يزال يقف عاجزاً أمامها.
وفي الوقت الحالي، لا يمكن التفكير ببديلٍ ناجحٍ للمنظمات الدوليَّة الحاليَّة في الوقت الراهن على أقل تقدير، لأنها نتاج المنتصرين في الحرب العالميَّة الثانية واتفاقهم الذي ما زال مستمراً.
لكنْ من الممكن إنشاء منظمات دوليَّة رديفة من دولٍ فاعلة وجديدة قد تغير الكثير من معادلة المنظمات الحاليَّة وتسحب البساط من تحتها بعد أنْ أصبحت ألعوبة بيد القوى الكبرى. فتأسيس منظمة دول عدم الانحياز (بلغراد 1961) وجامعة الدول العربيَّة (القاهرة 1945)، كانت محاولات جادة وناجحة في بداياتها إلا أنَّ نجاحها لم يستمر، لكنها تبقى محاولات لإيجاد منظمات قادرة على إيقاف الحروب والصراعات وإقرار حلولٍ موضوعيَّة لها بعيداً عن تسلط القوى الكبرى التي عملت بجدٍ على إفشال هذه المنظمات ذاتها... وبعد الحرب الحاليَّة في غزة وتفرج العالم على شعبٍ يجوع ويقتل ويموت مع سكوت المنظمات الدوليَّة ذات العلاقة أو انحيازها لطرفٍ على حساب آخر، فإنَّ اليقين الواضح أنَّ منظمات جديدة ورديفة سوف تظهر إلى العلن قريباً خصوصاً مع تحولات أحاديَّة القطبيَّة الأميركيَّة إلى متعددة في أيَّة
 لحظة.