د عدنان لفتة
فخر ما بعده فخر أشعرنا به فريق القوة الجوية وهو يتفوق على فريق الاتحاد السعودي بالأداء والنتيجة في يوم آسيوي سعيد للأندية العراقية تعطَّر بفوز قطبي كرتنا الزوراء والجوية.
ربما هي المرة الأولى منذ زمن بعيد التي يقدم فيها فريق عراقي أداء بهذه الجودة، الاقتدار، الكفاءة، التميز، وبلاعبين أثبتوا أن الأموال ليست كل شيء في عالم الرياضة بقدر الإرادة والتفاني والثقة بالنفس.
فوز تأريخي بعد سنوات عجاف عجزت فيها أنديتنا عن التفوق على الأندية السعودية، ويتحقق مع أقدم ناد في المملكة (الاتحاد) حامل لقب بطولة آسيا مرتين والفائز بدوري بلاده ثماني مرات وبلقب بطولة الأندية العربية مرة واحدة وغير ذلك من الألقاب والكؤوس التي وصل عددها إلى 49.
فوز صنعته إرادة الصقور إدارة ومدربين ولاعبين ومشجعين أمام فريق يضم أربعة من أفضل النجوم في العالم : المهاجم الفرنسي بنزيما، لاعب الوسط الفذ كانتي ، البرازيلي رومارينيو ، البرتغالي غوتا أحد أبرز المواهب الأوروبية، لم يلتفت لاعبو الجوية لتلك الأسماء، لم تأخذهم الرهبة ، تعاملوا بشجاعة في دقائق المباراة التي سجلت تفوقاً جوياً كاسحاً من مشرق المواجهة إلى مغربها.
اعتدنا في مبارياتنا أن نجد لاعبينا يرسلون الكرات الطويلة، وينتقلون ببطء ، ويتعبون سريعاً لكن أبطال الجوية قدموا صورة واعدة في التمريرات السريعة والكرات المتقنة والحيوية والتنويع في اللعب ويكفي أن تشاهد هدفي الفوز لتتأكد من جمالية الجمل التكتيكية لترى فيها وروعة التسجيل.
من هو اللاعب الأفضل في المباراة؟ ستجد الصعوبات في الاختيار ، الحارس محمد حميد يضغط على جرح وفاة ابنه ويشارك بعنفوان في الدفاع عن المرمى الجوي، قلبا الدفاع حمود مشعان ورسلان حمود يغلقان الجدار بحكمة وقوة أمام بنزيما ورفاقه بأداء خال من الأخطاء مليء بالتماسك ، مدافع اليمين مصطفى سعدون يقدم نفسه كأحد نجوم المستقبل ولا يقل المخضرم همام طارق شأنا في الجانب الأيسر مع المحترف بكاري.
خط الوسط الأزرق هائج كأمواج البحر يمنحك الثقة بكفاءة سعد عبد الأمير وإبراهيم بايش وفرانكو وأمامهم يتجلى التألق في ثنائية الخبرة والمناورة بتواجد مهند عبد الرحيم وعلي جاسم.
المدرب أيوب أوديشو ومساعداه حمزة هادي ورزاق فرحان كانوا في الموعد بقراءة فاحصة نجحوا فيها في وضع الأسلوب الأنجع الذي جرَّد نمور الاتحاد من مخالبها.
إنها بركات دوري نجوم العراق التي زادت أنديتنا هيبة وقوة، نتمنى من القلب كتابة تأريخ جديد في دوري أبطال آسيا .
المسافة إلى المجد اقتربت ولم يبق لنا سوى انتظار مباراتي الحسم أمام سابهان الإيراني وأجمك الأوزبكي ، نقاط فوزها الست ستجعلك مطمئناً للذهاب إلى الجولة الثانية بجهدك وحدك ودون انتظار هدية من أحد.
لابد أن نكون فيها بكل الحضور البهي كي نحقق الأحلام التي طال انتظارها ونلغي كلمة المستحيل من تجاربنا الآسيوية المتكررة البعيدة عن الطموحات.