الميناء والمشهد الضبابي

الرياضة 2023/11/09
...

علي حنون

مُحزن كثيرا أن نرى صرحا رياضيا كبيرا بحجم ومكانة نادي الميناء وهو يعيش في أتون عديد المشاكل، التي ضربت بإرهاصاتها (السفانة) في العمق، وأخرجت عجلتهم من سكة التوجه الصحيح، وبالتالي حلّت الكارثة التي كنا سابقا نتوقعها وأصابت عشاق العريق الذي له من المُحبين والمُريدين من يحرصون على مُتابعة أخباره، فيحزنون لحزنه ويتألمون لألمه، أصابتهم في مقتل لأسباب ليس لسوى العاملين في المنظومة الإدارية علاقة بها..ليس عيبا أو خرقا كبيرا أن تقع في شرك عدم الإلمام أو التعثر في اتخاذ القرارات الصحيحة في وقتها، لكن غير المُبرر أن تكون هناك شماعة تُعلق عليها الأخطاء من دون الاعتراف بارتكابها، وهذه سياسة مغلوطة بقيت مُتبعة من قبل السواد الأعظم وأسهمت في إيصال نادي الميناء إلى حافة الهاوية هذه.
وعندما تتمعن بمأساة (السفانة)، هذا الصرح الذي يعشقه الجميع - كما أسلفنا القول -  تجد أن هناك من تعمد في إيصاله إلى هذه المحطة من المعاناة، وهناك العديد من علامات الاستفهام تُثار عند كل منصة وتبحث عن الإجابة الشافية، من قبيل لماذا لم تُحل المسألة قبل ذلك؟ ولماذا لم تصل الشكوى إلى النادي في الوقت المناسب؟ وهل هناك من تعمد (إخفاءها)؟ ولماذا اخُتير الوقت القاتل لإعلان تداعيات الشكوى؟ لأنه لو أتيحت الفرصة لحل هذه الإشكالية في الوقت المناسب لانتهى الأمر وشارك الفريق بالتشكيلة التي اختارها الجهاز الفني، ولسارت الأمور على الطريق السليم..وهنا لابد من إشهار النتائج التي ستقف عليها لجنة كشف الملابسات التي تم تشكيلها لكشف الحقيقة، وعدم إبقاء الأمور عائمة والمسؤولية تتوزع على عاتق الجميع، لذلك ليس نحن فقط من ننتظر، بل المُحبون والمتابعون أيضا تواقون للمعرفة.
ولأن خافي الأمر بدأت بعض خيوطه تتكشف في الأيام الفائتة، وأصبحت الصورة في زوايا منها تتوشح أكثر برداء الحقيقة، ما جعل الضبابية تختفي في مفاصل منها، فإن المهنية والمسؤولية باتتا تتطلبان أكثر من أي وقت مضى أن تأتي المسارات مُعبدة، وأن يكون العمل سديدا ومباشرا لتحديد أسباب ما جرى واتخاذ الخطوات الإيجابية أولا، ولإيجاد سُبل جديدة مُغايرة يستطيع النادي من خلالها إصلاح ما يمكن ثانيا، والشروع بمسيرة تصحيح مطلوبة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به النادي، ولأننا نعي أن ذلك لن يكون يسيرا لعديد الأسباب، فإن الحزم هو الآخر أصبح مطلوبا في اتخاذ القرارات المصيرية حتى في حال تعارضت مع خطوط أخرى قد تُفرض في محطة من محطات العمل على المُتصدين للمسؤولية.
الميناء ليس مُجرد ناد رياضي، وإنما هو كيان كبير لحضوره الجميل في مسابقات كرة القدم العراقية امتدادات إيجابية، وعندما تتعثر هذه الامتدادات في نقطة معينة، فإن الألم يُخيّم في فضاء المُحبين والمُناصرين، لأنهم يُدركون - عن يقين - أن جزءا مهما من جمالية كرة القدم وأجوائها يتواجد في ملعب (السفانة)، وأن التخلي عن هذه الأيقونة سيفقد المسابقة جانبا مهما من رونقها..وتأسيسا على ذلك، فإننا نُعاود التشديد على ضرورة حل وتصفير مشاكل نادي الميناء ليعود الأزرق العريق إلى جادة الحضور المطلوب.