مداولة تعطيل المشاريع

آراء 2023/11/12
...

 بشيرخزعل 


يعتمد نجاح الحكومة في الجانب الاقتصادي، إذا ما أريد لها أن تنجح على استغلال الفرص الاستثمارية العملاقة، التي تبقى فوائد عوائدها المادية سارية المفعول لأجيال متعاقبة، وهذه هي أاهم المقومات التي تخطط على ضوئها البرامج الاستثمارية في اغلب دول العالم، خبراء مراقبون اقتصاديون علقوا أمالًا كبيرة على (طريق التنمية)، الــذي أطلقته حكومة السوداني مؤخراً، كواحد من أكبر مشاريع البلاد الستراتيجية، فالمشروع حسب ما أعلن عنه أنه وضع وفق مخططات وتفاصيل دولية للنقل التجاري البري، إلى جانب خطوط سكك الحديد، التي ستشكل شبكة لربط قلب المشروع وتنمية الدولة، كونه سيربط الدول العربية مع تركيا نحو الدول الأوروبية بشبكة طرق برية، وسيربط أوروبا وتركيا والخليج العربي عن طريق ميناء الفاو، إضافة إلى آسيا وإمكانية الـوصـول نحو البحر الأحمر، بمعنى آخر أن الطابع الدولي لطريق يخترق الاراضي العراقية من الجنوب إلى الشمال سيوفر فرصًا حقيقية لتحويل العراق إلى مركز للتجارة الدولية، وانشاء مدنٍ صناعيَّة وتجاريَّة في جميع المناطق، التي سيمرعبرها الطريق، وستتاح فرص عمل حقيقة تقلل من البطالة المستشرية بنسبة 30%، مثل هذه المشاريع يجب ألا تتأخر في دائرة المداولة والاستشارة، التي تمتد لسنوات من دون وضع حجر الأساس للبدء في المشروع بأسرع وقت ممكن، فالصور الواضحة لا تحتاج إلى عناوين، والدول المنافسة أو المتضررة من المشروع حتما ستبحث عن منافسة وبدائل بطرق مختلفة، حتى وإن اضطرت إلى استخدام الجانب السياسي، لذلك فالسرعة واجبة امام مثل هذه التحديات، في بلد مثل العراق ما زال يعاني من مشكلات نقص طاقة وخدمات وبطالة، بحاجة إلى مشاريع استثمارية على مستوى عالٍ من الأرباح، وخلق فرص تشغيل المشاريع الصغيرة الساندة للمشروع، وهذه هي الأخرى ستخلق فرصا أخرى لورش ومعامل أصغر، خصوصا أن اغلب المدن العراقية في الجنوب والشمال والغرب والشرق تعاني من فقر، سببه سوء التخطيط الاقتصادي وتوقف أغلب المعامل والمصانع المنتجة واستغلال الموارد البشرية بالشكل الصحيح، مثل هذه المشكلات حتما ستتلاشى تباعا، اذا توفرت الإرادة السياسية على انجاز مشاريع ستراتيجية عملاقة تحل الأزمات، بدلا من أن تزيدها تعقيدا، التنوع في الاستثمار سينوّع الشبكة الجغرافيَّة التجاريَّة بشكلٍ مميز، ويلغي العزلة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة للعراق كدولة، وبالتالي يحقق رغبات المواطن في الجنوب والشمال كنوع جديد من ترابط المصالح، والـذي هو أهـم مـن الفرقة التي تدعمها السياسة في أحيان كثيرة.