كاظم الطائي
لعبة رياضية أصبحت اليوم الأكثر شيوعا في المعمورة خلال العقد الأخير، مع أنها أطلقت العنان لممارستها في القرن التاسع عشر، وشهدت لندن في العام 1905 تنظيم مسابقة لعرض العضلات بحضور الجمهور، وتأسس أول اتحاد للعبة في العام 1946 عبر الكندي بن وايدر.
ممثلون كبار في هوليوود تخرجوا من معطف كمال الأجسام، أقربهم مثالا أرنولد بطل أفلام الأكشن، وأحد نجوم هذه الفعالية لغاية اليوم، والذي تنافس في أكثر من مرة مع الرياضي العراقي علي الكيار أطال الله في عمره وشافاه من أزمته الصحية التي مر بها مؤخرا.
نظم العراق أكثر من بطولة عالمية ببناء الأجسام، أولاها في العام 1972 بمشاركة نجوم العالم، وظفر الكيار بالمركز الثالث، وسطعت أسهم الراحل عباس الهنداوي وطالب شهاب وعزيز مظلوم وأحمد الربيعي وستار عطية ومجيد ريحان وعماد جاسم في مراحل مختلفة، وتسيد العراق البطولات القارية والعربية طويلا، لتمر رياضتنا بسبات رافقها لسنوات شح وتراجع وانحسار لنحو عقدين من الزمن، وعادت هذه الفعالية للتألق مجددا بفضل منهاج اتحاد اللعبة برئاسة الدكتور فائز عبد الحسن وفريق عمله، وكثر الحصاد دوليا، وآخر ذلك قبل أسابيع بالفوز للمرة الثالثة على التوالي ببطولة آسيا، وسبق أن حصل العراق على المركز الثالث فرقيا في بطولة العالم برومانيا في العام 2018 في 3 فئات في المنافسات، هي الماسترز والكلاسيك والبدي بلدنج، وقدم أسماء مبدعة، بينهم طالب هاشم وأحمد جميل ووليد جبار وفاضل نعمة وحيدر هاشم وعلي حسين وأحمد هاشم وآخرون، وتعددت أوجه النجاح لرياضيينا في نسخ أخرى حفرت أسماء أبطالها على مر الزمان.
لقد تغيرت أنواع وأشكال وتسميات اللعبة تدريجيا، ولم تعد تقسيمات الطول حاضرة كما كانت سائدة آنذاك وموزعة على منافسات طوال وقصار القامة، بل اعتمدت على الأوزان كما هو حال بقية الألعاب الفردية، مثل المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال والفنون القتالية وغيرها .
يا ترى ماذا حل بمشاركة أبطالنا في بطولة العالم التي اختتمت قبل أيام في إسبانيا؟ وقد اطلعت قبلها على اختيار اتحاد اللعبة لثمانية عشر لاعبا في المنافسات بعد تصفيات واختبارات للجنة الفنية المؤلفة من مدربي المنتخبات الوطنية، ولفئات بناء الأجسام والكلاسيك والماستر والفيزيك.
نتائج البطولة العالمية رقم 77 بمشاركة 102 دولة، أسفرت عن فوز المنتخب الإيراني بلقبها، بـ 9 ذهبيات و5 فضيات و9 نحاسيات، وجمع 219 نقطة، وحلت كوريا الجنوبية ثانيا والصين ثالثا وأوكرانيا رابعا وإسبانيا بالمركز الخامس.
وحلت اليابان بالمركز السادس بـ 70 نقطة وليتوانيا ثامنا وتركيا وسلوفاكيا تاسعا، وعمان عاشرا ولها 48 نقطة، وحصد رياضيو السعودية 9 أوسمة بينها 3 ذهبيات.
هل غبنا عن المنافسات لسبب ما، أو لم يكن الحصاد بالمتناول؟ عسى أن يكون المانع خيرا.