بغداد: حيدر الجابر
نشطت الدبلوماسية العراقية منذ بدء عملية طوفان الأقصى في تأكيد الموقف العراقي الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الموقف الشعبي الذي تجلى في التظاهرات التي دعت إليها فعاليات شعبية وسياسية.
وألقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خطاباً وُصِفَ بالمهم والحاسم في قمة السلام التي عقدت في القاهرة، أكد فيه أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يقرر مصيره، فيما جاء خطاب رئيس الجمهورية متضامناً مع القضية الفلسطينية، وفي المسار نفسه كانت الحكومة والبرلمان يعملان على دعم موقف المقاومة الفلسطينية في المعركة.
وقال عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، الدكتور خالد عبد الاله لـ"الصباح": إن النشاط الدبلوماسي العراقي جاء وفق رؤية حكومية، مشيداً بخطابي رئيسي الجمهورية والوزراء أمام المجتمَعين العربي والإسلامي.
وأضاف أن نشاط الخارجية العراقية جاء وفق رؤية حكومية تبلورت في كثافة الجهود لوقف إطلاق النار منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، بالتزامن مع اتصالات مستترة مع زعماء دول المنطقة، والدول المؤثرة دولياً، لافتاً إلى أن الخارجية العراقية حققت نقلة نوعية في الحديث عن القضية الفلسطينية، وإضافة إلى خطاب رئيس الوزراء الذي دعا إلى اتخاذ موقف حقيقي تجاه القضية بصفتها تمثل شعباً وأمة.
وأكد عبد الاله أن المسار العراقي يلتقي بالمسار العربي والإسلامي في إدانة العدوان وأهمية أن ينظر للقضية الفلسطينية من خلال الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الدبلوماسية العربية لم ترق إلى مستوى الحدث في الأيام الأولى لطوفان الأقصى.
مضيفاً شكلت القمة الطارئة العربية الإسلامية نقلة مهمة في إدانة العدوان الذي ثبت أنه يستهدف المدنيين، داعياً إلى التعاطي مع القضية الفلسطينية بإنصاف والاستناد إلى الشعب الفلسطيني في التعامل مع الكيان
الغاصب.
من جانبه أوضح الأكاديمي والباحث بالشأن السياسي الدكتور مجاشع التميمي لـ "الصباح" أن الموقف العراقي يستند إلى قاعدة قانونية واضحة، مشيداً بتطور علاقات العراق الخارجية.
ووصف موقف الحكومة العراقية بالأكثر تضامناً مع غزة، منوهاً بأن رئيس الوزراء أبلغ عدداً من القادة في المنطقة تضامن بغداد الكامل مع فلسطين ودعاهم لدعم هذا التوجه لأن هناك حاجة لدعم مزيد من الدول العربية للضغط على الكيان الصهيوني لوقف العمليات العسكرية وإدخال المواد الغذائية والطبية والوقود إلى غزة.
وأشار التميمي إلى أن القانون العراقي يمنع التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وبالتالي فالموقف العراقي الرسمي والشعبي ينطلق من قاعدة قانونية واضحة.
ولفت إلى أن العراق حقق خلال السنوات الماضية تطورات مهمة في مجال العلاقات الدبلوماسية مع مختلف الدول، ولا سيما في تجاوز تراجع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع كثير من الدول، والذي وقع بسبب حكم الدكتاتورية التي ورَّطت البلد بحروب ومشكلات لا حصر لها.
تحرير: عذراء جمعة