قوى كردستان تقترب من حلّ خلافاتها الداخلية

العراق 2023/11/13
...

 السليمانية: كريم الأنصاري

يرى حزبيون ومرقبون في الإقليم أن الحاجة باتت ملحة لتوحيد رؤية الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي السياسية لتدارك المشكلات وحل الخلافات بينهما، بينها تعديل مسار الحكم في الإقليم، مبينين أن اجتماع بيرمام الأخير يصب في مصلحة القرار الكردي وتقويته لدى
بغداد.
وأوضح عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم، في حديث لـ"الصباح"، أن "تفرق الكرد يؤثر في وحدة القرار الكردي"، داعياً إلى "تعزيز الحوارات لحل المشكلات الراهنة بين الاتحاد والديمقراطي الكردستانيين" .
وأضاف عبد الكريم أن "الكرد ينتظرون الكثير من الاستحقاقات مع بغداد"، مستدركا أنه "لا حاجة لحضور رئيس الديمقراطي في الاجتماع لتثبيت نقاط اتفاق بيرمام خاصة أن وفد الديمقراطي مخول ومتفق مع زعيم حزبه على النقاط التي طرحت" .
بدوره، قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، لـ"الصباح"،: إن "الاجتماع الأخير بين الحزبين يأتي هقب مؤتمر الاتحاد الكردستاني الخامس وتواصله مع الأطراف السياسية"، مبيناً أن "الاتحاد تواصل مع الحزب الديمقراطي بشأن مبادرة حل ومناقشة ملفات متعددة مشتركة" .
وأوضح أن "الملفات تتعلق بالأحزاب السياسية الحاكمة في الإقليم والديمقراطي بالتحديد لتعديل المسار الحكومي بما فيها رواتب الموظفين والمتقاعدين وخدمة المواطن والتواصل مع الحكومة الاتحادية لتنفيذ بنود الموازنة الثلاثية" .
وذكر خوشناو أن "هناك مسارات أخرى في الإقليم متعلقة بالدفاع والأمن والشراكة والتواصل السياسي وإنهاء حالة التصدع السياسي الموجودة نتيجة أداء الحكومة"، مشيراً إلى أن "الاتحاد أكد أن هذا الاجتماع هو الوسيلة الأمثل لتنفيذ برنامجنا السياسي" .
وأوضح عضو الاتحاد الكردستاني أن "الحوارات على المستوى الاتحادي للحزب الديمقراطي فيها وجهة نظر أخرى، ونعتقد بضرورة اعتماد الدستور في العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم وإبعاد التعامل السلبي عن علاقة الطرفين والركون إلى الدستور والذهاب إلى الشراكة في الدولة العراقية" .
في حين عد الباحث في المركز الأكادیمي للدراسات الوطنیة والأستاذ في معهد KTI  عدالت عبدالله، اجتماع بيرمام في أربيل تجربة مفيدة، حتى إن لم یتوصل الحزبان الی اتفاق ما، لافتاً إلى أن جدوی الاجتماع تكمن في إرساء خیار الحوار وجعله مفتوحاً باعتباره السبیل الوحید لتسویة الخلافات.
وأضاف عبد الله، في حديث لـ"الصباح"، أن "من الضروري حسم الإشكالیات عبر حوار صریح ومزاج مفتوح واتقان ثقافة التواصل"، مستدركاً أن "الإرادة غابت عن المشهد خلال الفترة الماضية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن يقدم الطرفان شيئاً من المساومة والتنازل لبعضهما البعض تذلیلاً للخلافات، وتحضیر أجندة كردیة حقیقية للحوار مع الحكومة الاتحادية" .
في حين، لفت الباحث في الشان السياسي سامان نوح إلى أن "اجتماع الطرفين عقد بعد أربعة أشهر من الانقطاع" .
وأضاف نوح، لـ"الصباح"، أن "الخلافات كبيرة بين الطرفين، وهناك ما يشبه حكم الإدارتين في إقليم كردستان وكل طرف غير مستعد للتنازل عن إدارته مقابل بناء إدارة كردية موحَّدة ذات قيادة قوية قادرة على الحوار داخلياً لحل مشكلات الإقليم من موازنة واقتصاد وفرص عمل".  

تحرير: علي عبد الخالق