د.محمد صديق خوشناو *
تعدُّ المؤتمرات والمنتديات الدبلوماسيَّة من الأدوات المهمَّة التي تسهمُ في تحسين العلاقات الدوليَّة وتعزيز التواصل بين الدول.
وفي هذا السياق، نظمت وزارة الخارجيَّة العراقيَّة مؤتمر السفراء السابع، الذي كان مناسبة لمناقشة القضايا الدبلوماسيَّة الملحة وتعزيز العلاقات الخارجيَّة للعراق.
شاركت في هذا المؤتمر كعضوٍ في لجنة العلاقات الخارجيَّة الخارجيَّة البرلمانيَّة، وقدمت خلال مداخلتي عددًا من الملاحظات والموضوعات المهمة، تركزت على الشؤون التنظيميَّة والإداريَّة، إذ أشرت إلى أهميَّة تعزيز القدرات والكفاءات الإداريَّة في وزارة الخارجيَّة العراقيَّة، وبالتالي تحقيق أهداف السياسة الخارجيَّة التي تتطلبُ تنظيمًا فعالًا وإدارة قويَّة، ولذا كان لا بُدَّ من تعزيز هذه الجوانب التنظيميَّة والإداريَّة في الوزارة، ما يؤشر أهميَّة تطوير العمليات والإجراءات الداخليَّة لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والشفافيَّة.
لقد حققت وزارة الخارجيَّة العراقيَّة أهدافها بتعزيز العلاقات العراقيَّة مع العالم بوصف العراق دولة ذات أهميَّة استراتيجيَّة، ويحتاج إلى تواصلٍ فعالٍ مع العالم لتعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي والسياسي، وهي بذلك تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هذه الأهداف من خلال تعزيز العلاقات الثنائيَّة والمشاركة الفعالة في المنظمات الإقليميَّة والدوليَّة.
إنَّ الدور التكاملي لجهود لجنة العلاقات الخارجيَّة البرلمانيَّة ووزارة الخارجيَّة في تعزيز العلاقات الخارجيَّة للعراق أصبح يسهم بمتابعة سياسة الخارجيَّة وتقديم الدعم والإشراف من خلال تعزيز التواصل والتعاون المستمر بين اللجنة والوزارة لضمان تحقيق أهداف السياسة الخارجيَّة وتعزيز مكانة العراق على الساحة الدوليَّة.
إنَّ دور لجنة العلاقات الخارجيَّة هو دورٌ مساندٌ لعمل الوزارة، ويمكن للجنة أنْ تلعب دورًا مهمَّا في تعزيز التواصل والتنسيق بين السلطتين التشريعيَّة والتنفيذيَّة، وتقديم الدعم والمشورة للوزارة في قضايا العلاقات الخارجيَّة.
لقد ولد البرنامج الحكومي من رحم البرلمان العراقي، إذ حصل على ثقته الكاملة، ما يتطلب اليوم تنسيقاً وتكاملاً في الجهود المبذولة لتحقيق أهداف السياسة الخارجيَّة، سواء كانت على المستوى الوزاري أو البرلماني من خلال تبادل المعلومات والخبرات، واستمرار الجهود المشتركة بين الوزارة ولجنة العلاقات البرلمانيَّة لتعزيز العلاقات الدوليَّة للعراق وتعزيز مكانته على الساحة العالميَّة في ظل التحولات والتحديات الدوليَّة المتغيرة.
تزخر وزارة الخارجيَّة بالخبرات المهمة للدبلوماسيين وهي باعتقادي فرصة مهمَّة لاستفادة الجهات الحكوميَّة الأخرى والهيئات والمحافظات من هذه الخبرات من خلال استقطاب هذه الكفاءات للعمل بصفة مستشارٍ دبلوماسي لدعم ملفات التعاون الدولي، كما أنَّ من الأولويات المهمَّة في هذه المرحلة فتح المكاتب القنصليَّة في كل محافظة لتلبية احتياجات المواطنين وتيسير الإجراءات القنصليَّة وتوفير الدعم اللازم للمواطنين في محل إقامتهم، كما لا يمكن إغفال جهود الوزارة ومعالي الوزير في إنجاز الترقيات الدبلوماسيَّة، ما سينعكسُ إيجاباً على تعزيز الكفاءة والاحترافيَّة في العمل الدبلوماسي.
إنَّ ملف التوازن بين مكونات الشعب العراقي ومنح جميع العراقيين الفرصة للمشاركة في إدارة مفاصل الدولة العراقيَّة يشكلُ داعماً أساسياً لإنجاح العمليَّة السياسيَّة، ونرى أنَّ الوقتَ قد حان لاستخدام التمثيل من خلال اعتماد توزيع هذه الفرص عبر محافظات الإقليم والمحافظات الاتحاديَّة على أنْ تكون الكفاءة هي المعيار وكل ذلك سيسهمُ بشكلٍ فعالٍ بتعزيز التوازن والتمثيل العادل لجميع مكونات الشعب العراقي في الجهات الحكوميَّة والدبلوماسيَّة.
* عضو لجنة العلاقات الخارجيَّة بمجلس النواب