يونس جلوب العراف 

لم يبق على موعد الانتخابات المحلية سوى القليل وقد اتضحت معالم الكتل السياسية المشاركة فيها وما يميز هذه الدورة الانتخابية هو وجود أحزاب سياسية جديدة تحاول أن تجد لها موطئ قدم في الساحة السياسية العراقية، متخذة من انتخابات مجالس المحافظات بوابة للدخول إلى العملية السياسية وتثبيت أقدامها على الطريق السياسي، وفي خضم ذلك لا بدَّ أن تكون هذه الاحزاب ذات كاريزما قوية وتجيد التعامل مع ما يدور حولها بحكمة حتى لا تكون عرضة إلى الانقراض السياسي السريع. بارومتر نجاح هذه الأحزاب الجديدة هو انتخابات مجالس المحافظات فمن خلالها سيكون هناك الوجود الحقيقي فهي الدليل على جودة مضمون الأفكار التي يطرحها برنامجها الانتخابي ومدى تأثيرها في نفوس الناس، وأما حدوث العكس فمعناه عدم قدرتها على منافسة الأحزاب السياسية المخضرمة والتي لديها الأموال اللازمة للنجاح في هذا الامتحان الذي يعد نقطة انطلاقها نحو تأكيد وجودها في الساحة السياسية العراقية وهي تعرف أسرار وخفايا العملية الانتخابية وكيفية الوصول إلى مرتبة النجاح التي تعمل من أجل بلوغها، وهذا الأمر مفروغ منه بحكم سيطرتها على الشارع انتخابيا طوال عقدين من الزمن. 

الآن وفي ظل انطلاق فعاليات السباق الانتخابي سيكون على الجميع ولا سيما الاحزاب الجديدة السعي إلى وضع خطواتهم على مسار الوصول السريع إلى الناخب وإقناعه بضرورة اختيارها كي تصل إلى تصبو إليه من فوز انتخابي يجعل منها صاحبة القرار في مجالس المحافظات المقبلة، وهو سعي يشترك الجميع فيه، وفي نهاية الامر سيكون الناخب هو من يضع علامات السير للكتل على الشوارع الرئيسية للعملية الانتخابية.

من المعروف أن الناخب العراقي يبحث عن الخدمة التي من الممكن أن يقدمها المرشح ومدى قناعته بأن المرشح يستطيع تحقيق المراد، وهنا يكون الانتقال من مرحلة التمني إلى مرحلة الاختيار وصولا إلى مجالس محافظات جديدة بمستوى الطموح وتكون مسؤولة ومحاسبة أمام المواطن الباحث عن الخدمات التي هي الأساس الذي من أجله تم تأسيس مجالس المحافظات في العالم ومنها العراق والتي نريدها أن تكون مجالس خدمة للمواطن على المستويات كافة مع تمنياتنا لمن سيفوز بدوام التوفيق والنجاح في عمله.