ملحمة الطفولة

آراء 2023/11/20
...

 طالب سعدون


في جريمة الإبادة على غزة التي ترتكبها القوات الصهيونية بكل تشكيلاتها، ومن يقف معها ويمدها بأسباب القوة والاستمرار سقطت كل الأقنعة والادعاءات الفارغة من أنّها تشن حربها على غزة دفاعاً عن أمنها.

كذبة كبرى لم ولن تنطلي على أحد.. واذا صحت الدعاية الاسرائيلية لتبرير ما تقوم به من جرائم ضد الانسانيّة فإن الاطفال والرضع والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة هم من يستهدفون أمن اسرائيل وهم من لقنها هذا الدرس.

والدليل:

هو عدد الضحايا من الاطفال واستمرار استهداف ومحاصرة المستشفيات لكي تقف وتتعطّل عن تقديم خدماتها لضحايا العدوان الهمجي.

لغاية وقت اعداد هذه الاسطر بلغ عدد ضحايا الحرب على غزة 11180 بينهم 4609 من الاطفال و3100 امراة وعدد المصابين 28200 و 3250 من المفقودين بينهم 1700 بلاغ عن اطفال..

 وبحساب الارقام فإن اكثر من 11 ألف طفل ورضيع وامهاتهم  يهددون امن اسرائيل وانهم يخافون من أنه سيظهر جيل جديد شديد الكراهية لاسرائيل وامريكا ومن وقف مع اسرائيل في هذه المجزرة البشرية ضد الفلسطينيين بضمنهم الأطفال.   

 لماذا يستهدفون الطفل ويكون هو وأمه هدفا لنيرانهم واحقادهم واسلحتهم وبوارجهم؟. لانه ابن الارض التي اغتصبوها ويخافون أن يكبر ويستعيدها ويطالب بحقه. يتصورونه رجلا يمتشق سلاحه دفاعا عن ارضه وليس طفلا يحمل رضاعة الحليب في يده.. او يمتطي حصانا من بلاستك أو خشب بل يقود طائرة أو دبابة. يلاحقونه إلى المستشفى ليسلبوا منه الحياة ويتفننون في قتله. مرة بقطع الاوكسجين عنه واخرى بحصاره ومنع الادوية والحليب عنه أو يتحول إلى جثة تحت الانقاض أو مفقود لا يعرف عنه أهله شيئا.

صور مرعبة لأمهات وآباء يحملون أطفالهم.. يهربون بهم من هذا الموت.. يستصرخون الانسانية التي غابت عن هذه المجازر واكتفى العالم عدا المنصفين بالمناشدات والدعوات التي ليس لها أي اثر في انقاذ الاطفال من هذه المجزرة. ليس لهم  ذنب إلّا لأنهم ولدوا على هذه الارض التي اغتصبها الصهاينة ويخافون أن يكبروا ويسترجعونها بعد حين.

العدوان استهدف الاطفال حتى قبل أن يولدوا وهم أجنة في بطون أمهاتهم.

إنّه الطفل الشهيد الفادي بطفولته الارض والعرض والمدافع بدمه عن الحق لعل الضمائر الميتة تفيق.

إنّه ابن هذه الارض. الشهيد قبل أن يولد. والقوي الذي يخشون قوته.

إنّه الجبار الكبير الذي يستحق كل هذه الأساطيل والقوات بكل صنوفها التي عبرت المحيطات لمنازلته وهو في قماطه أو على صدر أمه أو جنينا في بطنها.

الطفل الفلسطيني الشهيد هو عنوان النصر على الهمجية واعداء الانسانية. عنوان ملحمة كبيرة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور.