الصهاينة يرتكبون مجزرة «تل الزعتر» بنسخة غزية

قضايا عربية ودولية 2023/11/20
...

 القدس المحتلة: وكالات


بعد مرور قرابة 47 عاماً على مجزرة مخيم "تل الزعتر" الفلسطيني في بيروت التي نفذتها مليشيات إجرامية لبنانية وبتواطؤ عربي، عاد الاسم مرة أخرى عبر مجزرة جديدة ولكن مع تغير الموقع والتاريخ والجهة المنفذة، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس الأحد مجزرة مروّعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى في منطقة " تل الزعتر" في مخيم جباليا في قطاع غزة. 

وأدّى القصف الصهيوني العنيف على مربع سكني في " تل الزعتر" لانهيار مبان سكنية عدة فوق رؤوس ساكنيها، ورصدت مشاهد مصوّرة حالة الهلع والغضب التي انتابت سكان الحي، وهم يحاولون انتشال الشهداء والمصابين والعالقين من تحت الركام، كما أظهرت المقاطع دماراً هائلاً تسبب به العدوان الصهيوني على المربع السكني، الذي كانت تقطنه عائلات معظمها نساء وأطفال.

وقال شهود عيان: إنَّ العشرات ما زالوا تحت الأنقاض ولم يتمكنوا من انتشالهم، لعدم قدرة الدفاع المدني وطواقم الإسعاف على الوصول إلى المنطقة أو التعامل معها بسبب الإمكانيات المحدودة.

ولليوم الـ45 على التوالي يتواصل العدوان الصهيوني على غزة، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد أكثر من 200 فلسطيني في القصف الذي استهدف مدرستي الفاخورة وتل الزعتر ليل أمس الأول السبت.

واستشهد حتى الآن 12 ألفاً و300 فلسطيني في غزة - بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة - فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر فجر أمس الأحد.

وتواصل المقاومة الفلسطينية صدّ هجمات قوات الاحتلال الصهيوني في عدّة محاور في غزة، وإحباط محاولة تقدّم آليات الاحتلال في القطاع، وتكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأعلنت كتائب القسام إجهاز مقاوميها على 6 جنود صهاينة من "مسافة صفر" في منطقة جحر الديك، بعد مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد والإطباق عليهم بالأسلحة الرشاشة.

بدورهم، استهدف مقاومو سرايا القدس آلية عسكرية للاحتلال بقذيفة " التاندوم" في منطقة الصفطاوي شمالي قطاع غزة، وأعلنت السرايا استهداف مجموعة من جنود الاحتلال بعددٍ من قذائف الهاون في محور التقدم غرب بيت لاهيا شمالي القطاع، بالإضافة إلى استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة (RPG) في محيط جامعة القدس المفتوحة شرق مخيم الشاطئ.

من جانبها، استهدفت كتائب المجاهدين تجمعاً للاحتلال غرب بيت لاهيا بقذيفة "سعير"، مؤكدةً تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال كذلك دكّت تجمعاً للاحتلال شرق الزيتون بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وفي وقتٍ سابق أمس الأحد، اعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بسقوط قتيلين خلال الاشتباكات الدائرة في شمالي قطاع غزة، وبعد هذا الاعتراف يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الصهيوني، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى 380، ويأتي الإعلان عن مقتل هذين الجنديين بعد ساعات فقط من إعلان الاحتلال مقتل 6 من ضباطه وجنوده، خلال المعارك البرية في قطاع غزة.

في غضون ذلك، كشف مدير مقبرة عسكرية صهيونية أمس الأحد، عن أن عدد قتلى الجيش الصهيوني في المعارك التي تدور في قطاع غزة كبير، مؤكداً أنَّ 50 جندياً دفنوا في المقبرة التي يعمل فيها خلال اليومين الماضيين.

وأكد مدير مقبرة "جبل هرتسل العسكرية" دافيد أورن باروخ - في مقطع فيديو نشرته وزارة الأمن الصهيونية - أنَّ المقبرة تستقبل عدداً كبيراً من القتلى بمعدل جنازة كل ساعة أو كل ساعة ونصف الساعة.

وقال باروخ: "نحن نمر الآن بفترة صعبة جداً، هناك جنازة كل ساعة، أو ساعة ونصف الساعة. يفترض مني أن أفتح عدداً هائلاً من القبور. فقط في مقبرة (جبل هرتسل) دفنا 50 جندياً خلال 48 ساعة"، وأوضح أنَّ عمله ينصَبُّ على تجهيز القبور لقتلى الأجهزة الأمنية الصهيونية والعناية بها.

في المقابل، أعلن مجلس الحرب الصهيوني "الكابينت"، في مؤتمر صحفي، الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات البرية في غزة، وأكد استمرارها حتى ما وصفوه بـ"تحقيق الانتصار وإعادة المخطوفين".

وقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو: إنهم ملتزمون بمواصلة الحرب حتى "تحقيق انتصار حاسم للقضاء على حماس"، و"إعادة المخطوفين"، و"ضمان أن غزة لن تشكل تهديداً للكيان الصهيوني"، على حد زعمه.

وقال: إنه "لا يمكن وضع إدارة مدنية في غزة تدعم الإرهاب وتدفع له، وإنَّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ما زال بعد 45 يوماً يرفض إدانة ما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي"، بحسب مزاعم نتنياهو.