خالد جاسم
*في ظل سيادة منطق الاحتراف العبثي في ملاعبنا الكروية وافتقاد إدارات الأندية إلى صوابية الرؤى والمعالجات في إبرام تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب كنا نتمنى أن تتصدى الجهات الرياضية المعنية إلى موضوعة الاحتراف بطريقة حرفية عبر وضع تشريع يتضمن الضوابط والآليات التي ترسم المعالم المفيدة لعملية الاحتراف وليس إطلاق يد الأندية في هذا الأمر الحيوي والخطير الذي يترك تأثيرات ونتائج قد تكون ضارة ومؤذية قد لاتظهر على السطح آنياً لكنها مؤكدة على المدى المستقبلي المنظور.
وّإذا كانت عملية الاحتراف بكل ماتحتويه من سلبيات قد غضِّ الطرف عن تفاصيلها وماتحمله من أخطاء في مايتعلق بتعاقدات اللاعبين إلا أن المحور الاحترافي الخاص بالمدربين ينطوي على أبعاد ربما أكثر خطورة وتأثيراً من الناحية السلبية على واقعنا الكروي . ولكي نخرج عن إطار التعميم فإن اللافت هو لجوء بعض الأندية إلى التعاقد مع مدربين غيرعراقيين في قيادة فرقها الكروية طالما نحن نمتلك مدربين أفضل منهم بكثير خبرة وكفاءة ومن الظلم أن يتم تجاهل قدرات مدربينا بهذه الطريقة والاتكال على خدمات غيرهم وهم دون مستوى الكفاءة التدريبية العراقية التي كان لأصحابها لمسات ومآثر تدريبية رصينة وناجحة جداً بل ومصدر فخر لنا في كل البلاد العربية تقريباً التي طالما نجح مع أنديتها مدربونا وحققوا لها الكثير من النتائج الكبيرة محلياً وخارجياً.
نعم .. الأتكال على خدمات وكفاءة المدرب العراقي هي مسألة يجب أن تكون لها الأولوية حتى مع تجديدنا التحفظ على سلبية الآثار والنتائج المتأتية من الاحتراف العشوائي الخاص باللاعبين ومايعكسه من أضرار أبرزها حرمان المواهب العراقية من قول كلمتها وأثبات حضورها في ملاعبنا , وتمنينا في مناسبات سابقة من الجهات الرسمية المسؤولة عن الأندية الرياضية أن تبادر إلى عقد اجتماع موسع لرؤساء الأندية في العراق توضع من خلاله الآليات والسبل الخاصة بحماية المنتوج الوطني التدريبي من حجب الفرصة أمامه وحرمانه من حق مشروع تحت حجة الاحتراف الواجب أن تسعى الجهات المعنية الأخرى ومنها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاد الكرة إلى وضع ضوابط وشروط ومحددات فنية ومالية تنظم هذا الاحتراف في وعاء قانوني نحمي فيه حقوق اللاعب والمدرب العراقي وبإمكان رابطة المدربين العراقيين المحترفين أن تكون لها الكلمة الصريحة والناطقة في هذا الموضوع عبر الجلوس والتشاور مع تلك الجهات من أجل حماية منتوجاتنا الوطنية في التدريب خصوصاً ونحن نزعق ونصرح ليلاً ونهاراً بحاجتنا إلى الكفاءات التدريبية العراقية المهاجرة ونحن في حقيقة الأمر نشجع ماتبقى لنا من كفاءات تدريبية وبسبب الإهمال والتقصير معها على الهجرة والبحث عن فرص العمل في الخارج بسبب تخبطنا والفوضى الضاربة في أعماق احترافنا العبثي .