علي حنون
مع أننا بقينا نتنفّس القلق حتى الوقت بدل الضائع، إلا أنَّ منتخبنا الوطني نجح في الوقت بدل الضائع في تبديل مسار الحدث وتغيير بيانات المُعادلة الفنيَّة، ووفّق الأسود في اجتياز حاجز المنتخب الفيتنامي بفوزه عليه برأسية جميلة للبديل مهند علي، الذي بدّد بهدفه القاتل غيوم الخشية، التي أخذت تُغطي سماء تفكير جميع المتابعين للمباراة، بسبب تأخر إصابة شباك المنتخب المضيّف بكرة الحسم.. نقر أنَّ منتخبنا في هذه المباراة لم يظهر بذات المستوى، الذي ظهر به في مواجهة (جذع النخلة)، التي كسبها الأسود نتيجة وأداء على حساب المنتخب الإندونيسي، إلا أنَّ تغيير مدرب منتخبنا الوطني كاساس للأسلوب منحنا رؤية أفضل طالما تمنينا أن نجدها في فلسفة أداء منتخبنا.
ربما يجد البعض بيننا أنَّ منتخب فيتنام لم يكن بذلك الفريق، الذي تحدثت عنه وأشادت به مختلف وسائل الإعلام، ولم يظهر في هذه المباراة تحديداً بالصورة المتوقعة، التي سوّقت، لعدة اعتبارات لعل في طليعتها أنَّ المنتخب المضيّف لم يُقدم المستوى، الذي يُساير الإشادة، التي لُصقت به وسبقت لقاء منتخبنا، كما أنه لم يستثمر عاملي الأرض والجمهور وهو ما جعل ذلك البعض يرسم لوحة مُشوشة عنه، لكن من تابع رحلة تطور منتخبات شرق آسيا ومنها منتخب فيتنام، الذي وقفنا في محطات ماضية على نجاحه في تجديد جلدته وأصبح يُقدم كرة قدم أفضل، يعي أنَّ المنتخب الفيتنامي ليس بالفريق الضعيف فنياً والدليل هو صموده أمام منتخبنا إلى الدقائق الإضافية من زمن المباراة.
ما يعنينا من مباراة فيتنام هو أننا وجدنا من كاساس قدرة وديناميكية لتنويع أسلوب اللعب وفق مفهوم الأجواء المُتاحة، والذي يتناسب مع أحداث كل مباراة وأصبح بما يمتلك من لاعبين قادراً على تطبيق أي فلسفة تنسجم مع إمكانات وجوه قائمة المنتخب الوطني، وهذه غاية كبيرة صارت مُتوفرة للمنتخب في الفترة الأخيرة وهي في ذات الوقت مبعث اطمئنان للجميع.. وإذا كنا قد تلمسنا أنَّ مُؤشر أداء منتخبنا كمجموعة وأيضاً كأفراد يرتفع كثيراً مع احتضان أرضنا مباريات الأسود وهذه فاصلة إيجابية، فإننا نتطلع أكثر لأن تأتي نتائجنا على المستوى العام أفضل عند إقامة مبارياتنا في ملاعب المنتخبات المنافسة، لأنَّ هذه الموضوعة في حال أتت بهذا الاتجاه، سنكون حققنا أهدافاً ستراتيجية غاية في الأهمية بعدما نكون كسبنا منتخباً يُمكن أن يقودنا لتصحيح المسار وإصابة النتائج الأفضل.
حالياً منتخبنا يتصدر لائحة مجموعته وهو يعيش أفضل حالاته وربما مع مرور محطتين يُمكننا الرؤية بإيجابية بصدد إمكانية تجاوزه للمباريات المقبلة، ومع أنه في منافسات كرة القدم ليس من اليسير رسم لوحة توقعات معينة بصدد نتائج منافساتها، إلا أنَّ استقراءنا لواقع حال منتخبات مجموعتنا ومع انتهاء دورين بانت كثيراً ملامح المنتخب الأكثر حضوراً ولن نجد مشكلة في وضعه في خانة الأبرز بعدما أعطانا في مباراتيه السابقتين عديد البراهين على أنه يستحق أن يتقدم ركب منتخبات مجموعته وأن يكون الأوفر حظاً في مواصلة اعتلاء صدارة القائمة.