القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
أعلنت دولة قطر صباح أمس الأربعاء، نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، وسيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال الساعات المقبلة.
ويشمل الاتفاق تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الصهيونية، على أن تجري زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
كما ستسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وأكدت قطر استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، مثمنة بهذا الصدد الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن أمله أن تؤسس الهدنة في غزة لاتفاق مستدام يوقف الحرب ويفضي لمحادثات سلام شامل.
بدوره، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنجاح الوساطة المصرية القطرية الأميركية، في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية بغزة.
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بنجاح الوساطة المصرية القطرية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة.
وأعرب أبو الغيط عن تطلعه لأن تفضي الهدنة المعلنة عن وقف شامل لإطلاق النار في القطاع، وإنهاء العدوان الصهيوني الوحشي على سكانه المدنيين، مؤكدًا ضرورة العمل للبناء على هذه الهدنة التي تمثل فرصة لتحقيق وقف كامل للأعمال العدائية.
وفي هذا السياق، ثمن الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة، وشكر كلا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق".
وقال بايدن: إن "هذا الاتفاق يفترض أن يعيد مزيدا من الرهائن الأميركيين إلى الوطن"، مشدداً على أنه لن يتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا، على حد قوله.
بدورها، أعلنت "حماس" فجر أمس الأربعاء، التوصل لاتفاق مع إسرائيل على هدنة إنسانية في قطاع غزة لمدة 4 أيام، وذلك بعد "جهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدرة"، وبعد مفاوضات وصفتها بالصعبة والمعقدة.
من جهتها، صدقت الحكومة الصهيونية فجر أمس الأربعاء، على صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة وإرساء هدنة مؤقتة في القطاع، بحسب بيان رسمي.
وجاء ذلك في ختام جلسة لمجلس الوزراء الصهيوني امتدت حتى فجر الأربعاء برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث أيد جميع الوزراء الصفقة باستثناء 3 وزراء ينتمون لحزب "الصهيونية الدينية".
إلى ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الأسرى الصهاينة لديها من غير المدنيين لن ينالوا الحرية حتى تحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
وأضافت الحركة، أن اتفاق الهدنة المؤقتة بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جاء بعد جهود مضنية من المفاوضات عبر الوسطاء ومماطلات وتعنت من الاحتلال، وفق تعبيرها.
واحتجزت حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية نحو 250 صهيونياً في غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، في حين بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني نحو 7 آلاف، بينهم نساء وأطفال.
وبرغم الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ، فإن جيش الاحتلال الصهيوني كثف قصفه للمدنيين في قطاع غزة وحاصر المستشفيات، وقد سقط أكثر من 200 شهيد في القطاع حتى فجر أمس الأربعاء، وفق المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة.
ومنذ 47 يوما، يشن جيش الاحتلال الصهيوني حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 14 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5600 طفل و3550 امرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 % منهم أطفال ونساء.