كاظم الطائي
عانت ملاعبنا المحلية من مشكلات عديدة تتعلق بصلاحية بعضها للعب بسبب غياب الأرضية الصالحة وعدم اكتمال مرافقها الخدمية وقلة استيعابها للحضور الجماهيري الذي فاق في مباريات معينة العدد الكامل وشغل أكثر من طاقته الاستيعابية
ملاعب خصصت لحضور جمهور لايزيد على ثلاثين ألف متفرج في العاصمة التي تضم أهم أندية العراق مثل الجوية والزوراء والشرطة والطلبة والنفط وأمانة بغداد والكرخ والكهرباء وغيرها
ومع زيادة عدد مقاعد ملعب الشعب في الآونة الأخيرة إلى أكثر من 32 ألف متفرج فإن صروحنا الرياضية بحاجة إلى تدعيم لطاقاتها الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 60 ألف متفرج لتكون متاحة لأنديتنا الجماهيرية ومنتخباتنا من اللعب على أديمها مستقبلاً والأخذ بنظر الاعتبار زيادة عدد السكان في العاصمة بغداد والعراق عموماً ووضع الحلول المناسبة لاستقبال عشاق المستديرة في بطولات دولية واستحقاقات قارية وعربية وإقليمية في المستقبل القريب
ملعب التاجيات الذي توقف منذ سنوات وتخطّت نسبة إنجاز أعماله مراحل عديدة ويضم ملعباً كبيراً يستوعب أكثر من 60 ألف متفرج وملاعب تدريب وفندق ومنشآت اخرى هو الأنسب لتحمل أعباء المباريات الدولية بحضورها الجماهيري الكبير ومعايير الاستضافة المطلوبة
الصمت يطبق على موقع الصرح الكبير القريب من بوابة بغداد الشمالية ومرت سنوات على توقف العمل فيه وتغيرت بوصلة الإنشاءات التكميلية نحو أماكن أخرى لا تفي بالغرض وكان بالإمكان إدخال هذا الصرح في خطة الإنجازات القريبة بما يخدم مسار اللعبة
نخشى أن يصبح ملعب التاجيات مرفقاً أثرياً لايجوز التصرف به مستقبلاً على ضوء إهمال المشروع الحيوي وإكمال ملاعب أخرى لم تحقق كامل مرادها في استيعاب الجماهير العاشقة لكرة القدم وهم في تزايد
في آذار من العام الحالي اطلعنا على تصريح إعلامي لوزير الشباب والرياضة السيد أحمد المبرقع أعلن فيه عن احتمالية رفع عدد المدرجات من 60 ألفاً أو 65 ألفاً متفرج إلى 90 ألف متفرج بعد أن سعت الشركة المنفذة للعمل إلى إضافة مضمار للمستطيل الأخضر وتم بحث المتطلبات الجديدة بين الوزارة والشركة قبل أشهر ولا نعرف أين وصلت آخر التفاصيل وهل ستتم زيادة عدد مقاعد المتفرجين وموعد البدء بمراحل العمل وماذا عن بقية البنى التحتية من ملاعب إضافية وفندق وساحات خضر وغيرها من فقرات مدرجة في هذا الصرح الكبير 90 ألف متفرج لملعب واحد سيكون معيناً لصروحنا الرياضية الأخرى الفقيرة بطاقتها الاستيعابية والتي تمتد بين 12 ألف متفرج إلى 32 ألف متفرج ويعد ملعب البصرة الدولي هو الأكبر حالياً في العراق بعدد مقاعد يبلغ 65 ألف متفرج ولو أضفنا ملعب التاجيات في بغداد والملعب السعودي في المدائن فإن الحصيلة ستكون مثمرة قريبة على رقم مذهل يقترب من ربع مليون متفرج في 3 ملاعب كبرى ومعها نحو 10 ملاعب بطاقات استيعابية تصل إلى 250 ألف متفرج في بغداد والمحافظات قادرة على احتضان بطولات آسيا والدورات العربية الرياضية وربما بعد عقدين إعلان الرغبة بتنظيم مونديال مقبل يلي المونديال المغربي والسعودي لنسختي 2030 و2034 وقبلها مونديال أميركا وكندا والمكسيك في العام 2026 وحتى ذلك الوقت الذي لانعرف مقدار وتاريخ إقامة بطولة لكأس العالم في بلدنا بمشاركة دول الجوار أو بدونها نحتاج إلى بنى تحتية من فنادق وقاعات ومناطق سياحية وطرق مواصلات متقدمة وغيرها من التزامات لن تكون مستحيلة ونجحت دول في احتضان منافسات بمختلف الألعاب بتخطيط سليم وإرادة شجاعة أطاحت بأصعب الظروف أليس كذلك ؟