القدس المحتلة: وكالات
استقبل الفلسطينيون باحتفالات جماهيريَّة حاشدة فجر أمس الأحد، الدفعة الثانية من الأسرى المحررين، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي شملت 6 من أقدم الأسيرات و33 من الأطفال.
ووصل الأسرى المحررون في أفواج عدة إلى مدينتي البيرة وبيتونيا في الضفة الغربية وكذلك إلى القدس المحتلة، فجر أمس الأحد، حيث حُملوا على الأعناق ورفعت الأعلام الفلسطينية وسط هُتافات تحيي أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية، وذلك بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع أي مظاهر للاحتفال.
ومع استمرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين توالت الشهادات بشأن ممارسات الاحتلال داخل السجون، وتصاعد القمع والتنكيل منذ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقالت أقدم أسيرة في سجون الاحتلال ميسون الجبالي، عقب الإفراج عنها، إنَّ حراس السجن عاملوهنَّ بقسوة، وإنَّ بعض الأسيرات تعرضْنَ للضرب، وكثيراً منهنَّ أصبْنَ بحالات مرضية، وكذلك قالت الأسيرة المحررة إسراء جعابيص، إنَّ فتيات فلسطينيات تعرضْنَ لممارسات "لا توصف" في سجون الاحتلال. من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، إنَّ ما يحدث في سجون الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول الماضي ليس تنكيلاً فقط؛ بل جريمة كاملة.
وقبل الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى، قمعت قوات الاحتلال الأطقم الصحفية والطبية الموجودة عند بوابة وأطراف سجن عوفر من الجانب الفلسطيني.
واعتدت على عدد من الصحفيين وأجبرتهم على المغادرة، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، خلال تجمعهم عند بوابة السجن جنوبي مدينة بيتونيا لاستقبال حافلات الأسرى.
هذا وأعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أنَّ تل أبيب تلقت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم الأحد ضمن صفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنَّ قائمة المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في وقت لاحق وصلت لمكتب رئيس الوزراء، "ضمن الخطوط العريضة للإفراج عن المحتجزين"، وقالت إنَّ الجهات الأمنية تدقق القائمة، وتم تسليم المعلومات إلى أهالي المحتجزين.
وكانت قطر قد أعلنت أمس الأول السبت نجاح جهود الوساطة في تذليل العقبات أمام الإفراج عن الدفعة الثانية في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد.
وأفرجت السلطات الصهيونية، يوم الجمعة، عن 39 فلسطينياً، 24 امرأة و15 طفلاً، فيما أفرجت "حماس" عن 13 صهيونياً من النساء والأطفال، بعضهم يحملون جنسية مزدوجة، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني واحد، كانوا محتجزين في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي.
ومساء السبت وبعد تعثر، تمت الجولة الثانية من صفقة التبادل، حيث أفرجت تل أبيب عن 39 أسيراً فلسطينياً بينهم 6 سيدات و33 طفلاً، فيما أفرجت "حماس" عن 13 إسرائيلياً (6 نساء و7 أطفال) و4 تايلانديين.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق 50 أسيراً صهيونياً من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينياً من السجون الصهيونية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
من جانب آخر، استشهد 8 فلسطينيين برصاص الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، 6 منهم في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة، في حين استشهد شاب فلسطيني عند مستوطنة بساغوت شرقي مدينة البيرة وآخر في قرية يتما جنوب نابلس.
وانسحبت قوات الاحتلال من جنين بعد التصعيد ضد المدينة ومخيمها منذ أمس الأول السبت وحتى فجر الأحد، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، كما أعلن إضراب شامل في جنين حداداً على أرواح الشهداء.
وقصفت قوات الاحتلال منازل عدة بقذائف الأنيرجا، فيما جرفت الآليات شوارع ودمرت ممتلكات المواطنين في أحياء المدينة وأطراف المخيم. وحاصرت القوات الصهيونية مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومنعت سيارات الإسعاف من التحرك إلا بالتنسيق المسبق.