الخاتمة وسط خرابي

ثقافة 2023/11/28
...

 منى عاصي


* تعالوا في المنام 

هل أنت حي؟

ذراعك مليئة بأسباب الحياة

وقميصك مقدود بكف الوراء

أكنت حيا

أم ميتا

وأنت تغادر شمالك

إلى الجنوب

الريح تحمل صوت أخيك: 

«وين راس أحمد يابة»

والصمت على الجوانب إجابة

أطبقوا عينيك بما يهبط

من السماء

فأقسمت أني لا أراك

لتبقى عيني شاهدة 

على الكلب يأكل لحمك

والصقيع.

أيتها المراثي

يا شبيهتي

أغلقي معبر الملك والشيوخ

لئلا تنتظر العظام 

الطريق

لئلا يسألني التراب

لم جئت مبكرا يا فتى 

وصوتك تحت القبة 

يتم أغنية 

بين حياتين.


* في حضني 

بينما،

 يسدّ الكوّة جبل من العيون 

يعبر ضجيج 

قريب،

والغبار.

لعلّ صورتي 

في يد الغريب

أو 

حياتي عزلاء 

تسيل على ركبتين

أو أقلّ

لا شيء يمكنه إيقافها.

لعلّ عظامي جرساً 

يغني، 

يا حبيبي، 

لأسقط على مقامك

خطوت إلى النار

وتعلمت أن أفقد الصوت 

وأتخيل الماء.

لعل أمي تصف بهائي: علامته الفارقة 

جسد بلا أطراف 

ودعاء مستجاب.


* (الياسين)

هل ترى الصوت 

يعلو جليلا

كعواء طويل   

في مدن منقوصة 

الضهر.

إذ يسرق «أكتوبر» الأصابع 

من احتمالها

من نوافذها

هل تسمع الرائحة تخطو 

بين ارتباك دمك 

ورهان اكتماله؟

أيها الفتى

يا وريثا لصخب المقابر

لو تفعل شيئا 

لو تبذر فوق اللون الوحيد 

فوق الشكل الوحيد

صغارك الحالمون

لو تلفّ رعشتهم

بأسباب المجيء

والهدهدات.

 أيها الفتى 

ما أبعد البحر

فخذ أيها القبطان مساءنا

وأحفظ اسماءنا

لتفسر المعجزة للعناوين.

خذ أيها الموت 

جثة صوتنا واحرقها 

لنبصر رؤاك البعيدة

وأنت، أيها العنب الفوسفوري

أضئ

أضئ العين المهانة

لتقرأ الوصايا

سرّ رمادي

أنا الملك والمالك

وملكيتي هذا الرماد 

وسط خرابي تكمن الخاتمة.