بيروت: جبار عودة الخطاط
عادت جبهة لبنان الجنوبيَّة مع فلسطين المحتلة للاشتعال بعد انهيار الهدنة بين الجيش الصهيوني وحركة حماس في غزّة أمس الأول، فقد عاود حزب الله أمس السبت توجيه ضرباته المباشرة لمواقع العدو بينما ردَّ الصهاينة بقصف مدفعي لمواقعه في الجنوب.
وأعلن حزب الله، أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة»، وفي بيان آخر أكّد الحزب أنَّ عناصره قاموا باستهداف تجمع لجنود العدو في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة.
وأخذت عمليات الحزب وتيرة تصاعدية انسجاماً مع تصاعد عدوان الصهاينة على قطاع غزة، فيما أفادت المعلومات بـ»ارتقاء شهيد وثلاثة جرحى في الغارة التي استهدفت منزلاً في بلدة الجبين،
ونقلوا إلى مستشفيات صور».
بدوره، زعم الجيش الصهيوني، أمس السبت، في بيان، أنّه في أعقاب رصد عدد من عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية «باتجاه الأراضي الإسرائيلية، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي على المناطق التي تم إطلاق النار منها، كما هاجمت طائرة تابعة لسلاح الجو الخلية التي نفذت إطلاق النار».
من جانبه، أكّد المدير العام السّابق للأمن العام اللبناني اللّواء عباس إبراهيم، في تصريح له عبر مواقع التّواصل الاجتماعي أمس السبت، أنَّ «القصف والتّدمير والتّهجير والمجازر، لا تحسّن شروط التّفاوض، بل تنسف شروط الهدنة، وتزعزع صورة المفاوض»، مشيرًا إلى أنَّ «عمليّة طوفان الأقصى انتهت، وقُضي الأمر. عقارب السّاعة لا ترجع إلى الوراء أبدًا. تجاهُل الوقائع والمعطيات الجديدة، أوّل الطّريق إلى خبر كان».
إلى ذلك، أكد الموفد الرّئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أن «لا شيء يمنع إمكانيّة حصول تصعيد دراماتيكي للوضع الأمني في لبنان، ونحثّ لبنان وإسرائيل على ضبط النّفس، لأنَّ أيَّ تصعيد ستكون له عواقب مأساويّة على الجميع»، مبيّنًا أنَّ «فرنسا
ليست منحازة لإسرائيل».
ولفت لودريان إلى أنَّ «الأزمة الحاليّة تستوجب المعالجة الطّارئة لموضوع الانتخابات الرئاسية، لأنّه في وقت من الأوقات ستكون هناك مفاوضات، ويُستحسن أن تكون هناك سلطة لبنانيّة لتحاور باسم الأفرقاء كافّة، وإلّا فلن يعود لبنان مقرّرًا لمصيره بل سيخضع له».
وأضاف لودريان في تصريحات متلفزة، أنَّ «الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرسلني في مهمّة كوسيط وليس كبديل، والوسيط يعني أن أجعل اللّبنانيّين يحاولون معًا الخروج من هذا المأزق، لأنَّ العلاقات الدّاخليّة مجمّدة بشكل كبير، والوضع المقلق المستجد بعد مواجهات غزة، يحثّنا على الإسراع في المسعى
للخروج من المأزق».
وأوضح أنَّ «دور فرنسا هو تمكين اللّبنانيّين من إيجاد مرشّح توافقي، وليس اقتراح اسم، وعلى المسؤولين اللّبنانيّين أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم ويتّفقوا على اسم»، مركّزًا على أنَّ «بعد التّحدّث مع الأفرقاء السّياسيّين اللّبنانيّين، تبيّن أنَّ أيًّا من المرشّحين المحتملين ممّا قبل 14 حزيران الماضي، ليس بإمكانه جمع ما يكفي من الأصوات ليصبح رئيسًا»، وكشف عن أنَّ «السعودية تدعم خيار المرشّح الرّئاسي الثّالث، وهي تتحرّك مجدّدًا لإخراج
لبنان من المأزق».