انقسام الشارع حيال الانتخابات.. وجهات نظر متعددة

العراق 2023/12/03
...

 بغداد: مهند عبدالوهاب

بينما بدأ العد التنازلي ليوم 18 كانون الأول الجاري موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة، تدور في أروقة الشارع وأوساط المواطنين وكذلك السياسيين أحاديث بشأن مقاطعة الانتخابات وكذلك المشاركة فيها، فضلاً عن جدواها وتأثيرها المرتقب في الواقع العراقي أو بقاء الحال على ما هو عليه
المحلل السياسي، محمد صلاح، قال لـ”الصباح”: إن “هناك انقساماً في الشارع العراقي بين مؤيد للانتخابات و معارض، أما الجهة المؤيدة فهي التي تريد أن يكون هناك تغيير في الواقع وفي الشارع من تقديم الخدمات وما يحتاجه المواطن من متطلبات الحياة ومساعدته لتنفيذ الخدمات التي يحتاجها وإقامة البنية التحتية» .
وأضاف، أن “الطرف المؤيد يشير إلى أن الانتخابات سوف يكون لها تأثير واقعي وقوي في تغيير الوجوه القديمة، أما الطرف  المعارض، فهو لا يعترف بدستورية هذه الانتخابات ولا بالمرشحين الموجودين، وهو بحد ذاته يعتقد بأن مجالس المحافظات (حلقة زائدة)، وأن الانتخابات التي سوف تجري في 18 من كانون الأول الجاري لا تقدم للمواطن أي شيء أو تغيير في الواقع البيئي
والخدمات الموجودة في الشارع» .
وأوضح، أن “هذه الاعتقادات بين الطرفين سوف تولّد صوراً كثيرة من الانقسام في الشارع وفي اختيار المرشحين”، وتابع أن “الشارع العراقي يحتاج إلى الكثير من الخدمات التي تقدم إلى المواطن، وهذه المجالس سوف تكون اليد الفاعلة في تنفيذ ما يريده
من خطط مستقبلية وخدمات» .
من جانبه، رأى المحلل السياسي، مجاشع التميمي، أن هناك شكوكاً تحوم بشأن إجراء الانتخابات من عدمها.
التميمي قال في حديث لـ”الصباح”: إن “أول وأخطر الشكوك بشأن إجراء الانتخابات هو تجدد العمليات العسكرية والمعارك في غزة، وما يرافق ذلك من تهديد مباشر من (فصائل المقاومة الإسلامية في العراق) التي أعلنت بشكل مباشر أنها (لن تترك أهلها في هذه الحرب يواجهون طواغيت العالم وحدهم) بحسب بيان الفصائل، والمخاوف من توتر الأوضاع في العراق ذاهبة للتصعيد، وهذا ما سيتسبب في أزمة عراقية أميركية، حيث ستكون الحكومة العراقية في حرج كبير بهذا الشأن» .
وأضاف، أنه “في الشأن الداخلي، شهدت محافظة ديالى تدهوراً أمنياً خطيراً مؤخراً، إذ إن هذا الأوضاع سيكون لها التأثير السلبي المباشر في الأوضاع الأمنية في المحافظة، ما ينعكس سلباً على أجواء الانتخابات، فضلاً عن سيطرة أجواء الريبة والتوجُّس على المحافظات الغربية عقب أزمة إعفاء رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وعجز القوى السنية عن التوصل إلى البديل خاصة مع تطور الخلافات (السنية – السنية) والخلافات الشيعية على الأسماء المرشحة لخلافة الحلبوسي» .
وأشار التميمي، إلى أن “التحدي الأخطر، هو مقاطعة السيد مقتدى الصدر الذي حثّ أتباعه وكل محبيه على عدم المشاركة في الانتخابات، ما سيتسبب بضعف المشاركة الانتخابية بسبب حجم القاعدة الجماهيرية الصدرية داخل الساحة الشيعية.»
وتابع: أما “في كركوك فإن الأزمة يمكن أن تكون أكثر تعقيداً بعد تشكيك من قبل بعض الشخصيات العربية والتركمانية من تزوير ومخالفات في نتائج اقتراع مجالس المحافظات بكركوك، رغم أن المفوضية العليا للانتخابات أكدت على رصانة سجل الناخبين وعدم وجود أي مسوّغ قانوني لتأجيل
الانتخابات في المحافظة» .
وختم بالقول: إن “هذه النقاط أبرز الأسباب السياسية التي تواجه الانتخابات، لكن هناك أسباباً أخرى فنية تتعلق بعدم توزيع المفوضية العليا للانتخابات البطاقات الانتخابية البايومترية للمسموح لهم بالاقتراع» .

تحرير: محمد الأنصاري