السماوة: أحمد الفرطوسي

مع غزارة الأمطار التي هطلت على البلاد خلال الأيام الماضية وما سيهطل منها خلال المدة المقبلة، لاسيما بادية السماوة التي تمتاز هذا الموسم بتنوع إحيائي ونباتي كبير، والتي تشهد انتعاشاً واضحاً بأعداد الرحلات الترفيهية من محافظات البلاد كافة إضافة إلى تلك القادمة من دول الخليج.
صيادون خليجيون وصلوا إلى البادية وانتشروا في مرابعها الخضراء ونصبوا خيامهم وتجهيزات الصيد مع اقتراب موعد هجرة الطيور من مناطقها والتمركز في مناطقها الحدودية مع المملكة العربية السعودية قبل
نهاية العام الحالي.
وأوضح عضو تجمع حماية البيئة والتنوع الإحيائي الباحث أحمد حمدان الجشعمي بتصريح لـ”الصباح”: أن بادية السماوة تستقبل أعداداً هائلة من الرحلات السياحية أثناء العطل الرسمية، حيث المساحات الخضراء والعشب الطبيعي وفيضانات الماء والتي تستمر لغاية شهر نيسان المقبل.
ودعا المواطنين إلى عدم صيد أنواع نادرة من الطيور، وعدم اقتطاع كميات كبيرة من شجرة الغضا كونها تحمي المدن في فصل الصيف من العواصف الترابية، مطالباً الجهات الرسمية، بإنشاء محميات طبيعية لحماية الأنواع النادرة من الطيور والنبات والتنوع الجغرافي الطبيعي
في بادية السماوة.
من جانبه قال الصياد أحمد مشاي في حديث لـ”الصباح”: إن الغالبية من الصيادين لا يصيدون خلال المدة الحالية، جميع أنواع الحيوانات كالأرانب والغزلان إضافة إلى الطيور التي تأتي مهاجرة من القارة الأوروبية، فضلاً عن أنواع الطيور النادرة كالصقور والحبارى، بهدف تكاثرها وعدم انقراضها في بادية السماوة، مطالباً بمحاسبة من يعبثون بالعشب والطيور النادرة وبجمالية البادية من خلال حرق الأشجار ورمي النفايات فيها.
أما مربي الاأغنام ماجد مجهول، فذكر لـ”الصباح”: أن كميات الأمطار الجيدة هذا العام والتي تأتي بعد جفاف دام أربعة مواسم متتالية، أسهمت بنمو العشب وازدهار المساحات الخضراء والمسطحات المائية في بادية السماوة، والتي ستكون مراعي متميزة لقطعان الماشية، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف خلال فصل الصيف وما تسبب به ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية، معرباً عن أمله بأن تُسهم الأمطار باستمرار المراعي حتى شهر أيار المقبل، بما يعوِّض خسائرهم نتيجة الجفاف للمواسم الماضية.

تحرير: مصطفى مجيد