أرض جاهزة للفاشيين

الصفحة الاخيرة 2023/12/04
...

 بغداد: محمد إسماعيل

اِستعرض الشاعر فارس حرام، تفاصيل مشوّقة من كتابه الفكري الرصين "أرض جاهزة للفاشيين.. تقرير عن إعدام من لا ينعدم"، في محاضرة حللت مضامين الكتاب الشاملة لوقائع محاكمة طغاة العراق وإيطاليا وألمانيا.. البعثيين والفاشيين والنازيين، وذلك مساء أمس الأول على قاعة "كهوة وكتاب" في الكرّادة داخل.
وقال الشاعر حرام: تناول الكتاب رؤية موسوليني للفاشية بأنّها ليست إيديولوجيا، وهو ما يسري على ألمانيا والعراق، في ظل هتلر وصدام حسين، اللذين جعلا حزبيهما.. النازي والبعثي، بديلين عن الدولة.. كل في زمنه ورقعته الجغرافية، في العام 1933 أصدر هتلر قانون "وحدة الحزب والدولة" وفي العام 1974 وقع البكر قانونا يسيّر العراق وفق رؤى حزب البعث، مؤكداً: الكتاب ينطلق من فكرة الحدث السياسي الذي تشكل القيم عنصراً أساساً فيه، إيماناً بأن الأحداث تصنعها الأفكار.
وأضاف: جرائم الطغاة تفوق الوصف.. تفجر حدود القوانين التي استحدثت مصطلحات إضافية مثل "جريمة حرب" و"إبادة جماعيّة" لتستوعب زخم الفظائع المتدفقة من الحرب والسلطة الجائرة، لافتاً: في العراق.. لدينا المجيء بصدام وأعوانه الى المحكمة بقضية جزئية.. الدجيل، في حين الأنظمة الفاشستية تتجاوز قانون العقوبات الى قرارات مصيرية تدمر شعوباً.
عرَّج حرام.. أثناء المحاضرة.. على الجانب السوسيولوجي.. الاجتماعي، من حيث تعلق نسبة لا يستهان بها من الألمان بالنازيّة، حتى الآن، عطفاً على خيبة العراقيين بحكومات ما بعد 9 نيسان 2003 فساداً وإرهاباً واحتقاناً طائفيَّاً، وأفاد: يجب أن يكون المواطن مستنيراً كي لا يحنَّ الى مستبدٍ يظنّه عادلاً؛ بالقياس الى جور التالين عليه ضد الشعب، داعياً الى: محاكمة ثقافيّة للاستبداد؛ كي يقطع الطريق على الأحزاب التي تدير النظام الآن ويفترض بها.. ديمقراطية، وهي ليست ديمقراطية.