الذكاء الاصطناعي يجعل إشارات المرور أكثر كفاءة وأقل إزعاجاً

علوم وتكنلوجيا 2023/12/05
...

 ترجمة: شيماء ميران


تقومُ شركة غوغل بتحليل بيانات تطبيق الخرائط الخاص بها، لمعرفة كيفيَّة إجراء المدن لتعديل توقيت إشارات المرور بغية تقليل أوقات الانتظار والحركة. بحسب شركة «Inrix” والمعلومات المجموعة من السيارات والهواتف الذكيَّة، فإنَّ السائق في سياتل ينتظر عشرين ثانية كلما توقف عند إشارة حمراء قبل أنْ تتغير الى الأخضر، ما يسبب الإزعاج، فضلاً عن الكثير من غاز ثاني أوكسيد كربون في المدينة. وبفضل برنامج الذكاء الاصطناعي لغوغل بدأ تأثير الانخفاض في البيئة.


تحسين أداء إشارات المرور

تعمل سياتل، وهي واحدة من اثنتي عشرة مدينة بما فيها جاكرتا وريو دي جانيرو وهامبورغ، على تحسين أداء إشارات المرور وفق بيانات مأخوذة من خرائط غوغل بغية تقليل الانبعاثات من السيارات عند توقفها. في البداية تمَّ تعديل التوقيت عند سبعين تقاطعاً. ومن خلال الحسابات الأوليَّة التي أجرتها غوغل لحركة المرور قبل وبعد التعديلات، فإنَّ توصيتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي خفّضت ما يصل الى ثلاثين بالمئة من التوقفات وعشرة بالمئة من الانبعاثات لثلاثين مليون سيارة شهرياً.وبعد إعلان غوغل لهذه النتائج، شرعت الشركة بتوسيع نطاق التوجيه الموفر للوقود في تطبيق الخرائط في الهند واندونيسيا من خلال توجيه سائقي السيارات الى طرق أقل قيادة، وتقترح توجيه الطيران لمراقبة الحركة الجويَّة في بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وإيطاليا للحد من الاحتباس الحراري.لقد أحبطت التنبيهات المناخيَّة التي قدمتها غوغل، مجموعة من شركات الطيران ومربي الماشية، الذين اتهموا الشركة باستخدام حسابات غير دقيقة وقد تشوه صناعاتهم. ويحظى مشروع «غوغل غرين لايت» بمراجعات إيجابيَّة، وتفاصيل جديدة عن كيفيَّة عمله وتوسيعه ليشمل المزيد من المدن في العام المقبل، ما سيؤدي الى المزيد من التدقيق.

يقول «جوني شارون»، الأستاذ المساعد في جامعة تكساس»إيه آند إم»: «انه هدف نبيل وله إمكانات كبيرة للتأثير في العالم الواقعي». ويرى أنَّ أنظمة الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار تجعل الأضواء قادرة على التكيف في الوقت الفعلي مع حركة المرور وقد تكون أكثر فاعليَّة، ويوضح أنَّ شركة غوغل تتبع نهجاً محافظاً، إذ إنَّه يسمح للمدن بالعمل مع بنيتها التحتية الحالية، ما يجعل اعتمادها أسهل وأقل خطورة، وتتوقع الشركة على موقعها الرسمي أنها ستطور النتائج وتقدم المزيد من المعلومات حول ذلك في ورقة بحثية

قادمة.

من دون تفكير

لطالما حلم السائقون بإشارات مرور ذكية، لكن تكلفة تحديث التكنولوجيا والتنسيق داخل الحكومات والعدد المحدود من مهندسي المرور في المدن، أجبرت السائقين على الاستمرار بالضغط على الفرامل رغم وجود عدد من الحلول المتاحة.

ترجع «جولييت روتنبرغ»، مديرة المنتجات الرئيسة للذكاء الاصطناعي المناخي في غوغل، أنَّ فكرة مشروع الضوء الأخضر الى زوجة أحد الباحثين في الشركة التي اقترحته على العشاء قبل عامين تقريباً. تقول روتنبرغ: «بينما قمنا بتقييم العشرات من الأفكار التي يمكننا العمل عليها، استمرت هذه الأفكار في الصعود الى القمة. وكانت هناك طريقة لجعلها عملية نشر سهلة في المدن».

تقول «روتنبرغ» إن غوغل أعطت الأولوية لدعم المدن الكبرى التي توظف مهندسي المرور ويمكنهم التحكم في إشارات المرور عن بعد، بينما تنتشر أيضاً عالمياً لإثبات أنَّ التكنولوجيا تعمل بشكلٍ جيدٍ في مجموعة متنوعة من الظروف ما يجعلها معتمدة وعلى نطاق واسع، كما تحدث تأثيراً كبيراً في العالم.يمكن للشركة استنتاج توقيت الإشارة وتنسيقها عند آلاف التقاطعات في كل مدينة عبر بيانات الخرائط، ويمكن للنموذج الذي طوره الذكاء الاصطناعي وعلماء الشركة أنْ يحلل أنماط حركة المرور وتحديد الأضواء التي تستحق التعديل خاصة في المناطق الصحراويَّة. وتحاول المرشحات الموجودة في النظام منع الاقتراحات غير الحكيمة التي قد تضر المشاة.

من بين بعض توصيات غوغل البسيطة إضافة ثانيتين إضافيتين خلال ساعات محددة واحدة بين بداية ضوء أخضر والثانية عندما يتحول الضوء التالي على الطريق الى اللون الأخضر، ما يسمح بمرور المركبات عبر كلا التقاطعين من دون توقف. كما يمكن أنْ تتضمن اقتراحات أكثر تعقيداً، مثل ضبط مدة ضوء معين والإزاحة بين هذا الضوء والضوء المجاور.

يسجل مهندسو المدينة الدخول إلى لوحة تحكم غوغل لعرض التوصيات، ونسخها إلى برامج التحكم في الإضاءة الخاصة بهم وتطبيقها في دقائق عن بعد، والأضواء غير المتصلة بالشبكة، من خلال التوقف عند صندوق التحكم في التقاطع ذاته. في كلتا الحالتين، فإنَّ حوسبة غوغل لكل هذا باستخدام بياناتها الخاصة تنقذ المدن من الاضطرار إلى جمع بياناتها الخاصة، وايضا من الاضطرار إلى حساب التعديلات الخاصة بها او مراقبتها.يتقدم الضوء الأخضر على بعض الخيارات المنافسة. يوضح «مارك بورفيند»، المتحدث باسم شركة إنريكس مزود تحليلات النقل، إن مجموعة بيانات الشركة تغطي 250 الف اشارة من أصل 300 الف إشارة في اميركا، وتساعد 25 وكالة حكومية على دراسة التغييرات في اعدادات التوقيت، ولا تقترح تعديلات بشكل فعال، بل تترك ذلك لمهندسي المرور لحساب تعديلاتهم الخاصة.


عن مجلة وايرد الاميركية