القدس المحتلة: وكالات
واصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة المحاصر، لما يزيد على 55 يوماً، مستهدفاً الأحياء والمربعات السكنية والمستشفيات، ما أسفر عن ارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمفقودين، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قوات الاحتلال عمدت إلى تقسيم قطاع غزة المنكوب إلى 2300 مربع بغرض تدميره والسيطرة عليه.
وقسّمت الدولة العبرية قطاع غزة إلى 2300 تجمعٍ سكني تعرف بالمربعات أو "بلوكات" ضمن خطتها الجديدة لجولتها الثانية من الحرب، وطلبت من سكان خان يونس إخلاء منازلهم، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن هذه الخطة حوّلت القطاع كله إلى نازحين وتسببت في تكدُّسٍ بشري لا مثيل له على الإطلاق.
فثمانون في المئة من سكان غزة نزحوا من الشمال إلى الجنوب. لم تشهد غزة قط مثل هذا القدر من النزوح القسري الداخلي ضمن مساحة جغرافية ضيقة في القطاع الذي يبلغ 350 كيلومتراً مربعاً.
وتحتوي منطقة الإخلاء الجديدة على نحو 14 ملجأً حكومياً وأممياً تؤوي نحو سبعين ألف نازح حتى نهاية الشهر الماضي، بينما تمكن نحو 1.4 مليون فلسطيني من الحصول على ملجأ داخل أو خارج المدارس والمراكز الطبية والمساجد والكنائس والشوارع والساحات.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن الملاجئ، حتى في الجنوب، ليست محمية من القتال، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 190 شخصاً قضوا في مراكز الإيواء وأصيب نحو ألف آخرين، فيما تأثر بالحرب ما يزيد عن 30 مدرسة حكومية تستخدم كملاجئ في منطقتي شمالي غزة ومدينة غزة وباتت غير صالحة للاستخدام، كما تضررت 120 مدرسة أخرى تؤوي نازحين في أنحاء القطاع. وشهدت ليلة الأحد / الاثنين قصفاً كان الأشدّ ضراوةً على المدنيين في القطاع، من الشمال إلى الجنوب، حيث أدت الغارات إلى ارتقاء الكثير من الشهداء.
وتتالت الاستهدافات من الطائرات الحربية الصهيونية على منطقة القرارة، شمالي خان يونس، وفي وسط القطاع، استهدف الاحتلال مربّعاً سكنياً كبيراً في مخيم البريج، إضافة إلى استهدافه منزلاً في مخيم النصيرات، ما أسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحى.
كما شنّ الاحتلال غارةً على منطقة البركة في دير البلح، وسط القطاع، وسُمعت عشرات الانفجارات المتتالية في المناطق الشرقية للمدينة عند الفجر، وارتقى شهداء في غارة على مسجد في حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، فيما تواصل القصف المدفعي والجوي الذي استهدف حي التفاح، شرقي مدينة غزة، أما وسط المدينة، فاستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة ميدان فلسطين والمستشفى المعمداني والشعبية ومحيطها، بصورة مكثّفة.
وشمالي قطاع غزة، يشنّ الاحتلال أحزمةً ناريةً عنيفةً، تتركّز في مشروع بيت لاهيا ومحيط مستشفى الشهيد كمال عدوان، وصولاً إلى تل الزعتر ومحيطها، في مخيم جباليا وشرقيّ جباليا، وفي جباليا، شماليّ القطاع أيضاً، ارتقى عدد من الشهداء ووقع جرحى بقصف صهيوني استهدف مدرسةً تؤوي نازحين.
يأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة العدوان على القطاع إلى أكثر من 15500 شهيد، وما يزيد على 41310 جرحى، يشكّل الأطفال والنساء
70 % منهم.
وارتكب الاحتلال عشرات المجازر المروّعة والكبيرة في كل محافظات قطاع غزة، راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، بينما تعمل الطواقم المختصّة على انتشال الجرحى وجثامين الشهداء من تحت الركام والأنقاض، منذ اللحظات الأولى لتلك المجازر، مع ضعف الإمكانات اللوجستية والطبية.
في غضون ذلك،ـ اعترف جيش الاحتلال فجر أمس الاثنين، بمقتل 3 من جنوده في المعارك الدائرة في قطاع غزة، ليصل عدد قتلاه إلى 401 بين جندي وضابط.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية: إنَّ بلاده "لا تضع خطوطاً حمراء" لإسرائيل خلال عمليتها العسكرية، وإنما "تشاركها خبراتها في قتال المدن".
وأوضح، أن "على الولايات المتحدة أن تساعد إسرائيل في القضاء على الخطر القادم من (حماس)"، مؤكداً أن "الجيش الإسرائيلي بدأ يتخذ إجراءات حتى يكون أكثر دقة وحذرا، وهو ما تشجعه عليه واشنطن"، بحسب مزاعم المتحدث الأميركي.