بغداد: سرور العلي
نجح الدكتور كاظم يوسف عبد في اختراع جهاز "كبسولة الحياة"، وهو جهازٌ متطورٌ من ناحية التكنولوجيا الحديثة، ويسهمُ بمعالجة الأطفال حديثي الولادة المصابين باليرقان الولادي، ويحتوي الجهاز على نظام أرشفة بيانات الأطفال، وفيه تقنية مراقبة الطفل وتصويره، والحفاظ على حرارة جسمه داخل الجهاز، ومن فوائده الصحيَّة هي تقديم العلاج للطفل بأقرب وقت ممكن، فضلاً عن أجهزة أخرى ومنها، جهاز الحياة لعلاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وجهاز لعلاج الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من صعوبات النمو، ونظام كانا، لإنتاج الطاقة الكهربائيَّة النظيفة ومعالجة البيئة.
والدكتور كاظم حاصلٌ على دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، وعضو جمعيَّة المبتكرين والمخترعين العراقيَّة، وعضو اتحاد العلماء والمخترعين التابع لجامعة الدول العربيَّة.
علاج الأمراض النفسيَّة
وفي حديثه لـ"الصباح"أشار الدكتور كاظم يوسف عبد إلى أنَّ "علم النفس الإكلينيكي مهمٌ جداً؛ لأنَّه يعملُ على علاج الأمراض النفسيَّة والعقليَّة، وعمل المختص في هذا المجال يأتي بعد معاينة الطبيب النفسي للحالة، ومن ثم يتمّ تحويلها إلى المعالج النفسي، ليقوم بجلسات علاجيَّة غير دوائيَّة، وتستمر الجلسات بحسب الحالة".
ولفت إلى أنَّ "إنجازاته كثيرة في هذا العلم، ومنها تقديم خدماته للكثير من الأشخاص داخل العراق وخارجه، وبعض الاستشارات للاتحاد الأوروبي، ونال العديد من براءات الاختراع، ومنها عن جهاز كبسولة الحياة، وبراءة اختراع عن جهاز الحياة 2، وهو جهاز لعلاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وهذا الجهاز يستهدف الأطفال من عمر سنة إلى خمس سنوات، ويعملُ بنظام التحفيز العضلي والعصبي للطفل في وقتٍ واحد، ويندرج ضمن أجهزة التحفيز الفيزيائي، وبراءة اختراع لعلاج الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من صعوبة الحركة وبطيئي النمو، فيعمل هذا الجهاز على تحفيز الأجهزة العضليَّة والعصبيَّة عند الطفل، وتفعيلها وإعادة نشاطها، وبراءة عن نظام (كانا)، ويعمل هذا النظام على إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة ويعالج البيئة في الوقت ذاته، ويعمل ذاتياً من دون استعانه بمواد أخرى، إذ يحتوي على تقنيَّة تكنولوجيَّة خاصة، وهذه التقنية تستطيع جمع الهواء الملوث في الجو، وتوليد الطاقة الكهربائيَّة، وبالمقابل تنقيته وطرحه بنظام الفلاتر ليكون هواءً نقياً".
المخترع يقاتل وحده
وأكد أنَّه "واجه بعض التحديات، ومنها عدم اهتمام الجهات الخاصة بالمخترعين وإنجازاتهم، ما يجعل المخترع يقاتل وحده، من أجل الحصول على المعلومة أو المصدر الذي يخدمه في مجال اختراعه، إلا أنَّ إيمانه بالفكرة مكنه من تجاوز كل الصعوبات كون الفكرة منطقيَّة، لأنها جاءت من منظورٍ علمي رصين، ولهذا لم يتأثر بأي عائقٍ يقف أمامه، وواصل نشاطه ليثبت للآخرين أنَّه برغم الظروف المحيطة، والإحباطات التي تواجهه لم يلتفت
إليها".
وأوضح أنَّ "علم النفس الإكلينيكي يعمل بنظام العلاج النفسي غير الدوائي، ومن المؤسف أنَّه لم يُعطَ الاهتمام الكافي في العراق، وليس له مساحته الكافية، ولا يفي بالغرض المطلوب، لذلك أطمح أنْ يفعل هذا المجال، لتقديم خدماته لأفراد المجتمع".
ويسعى الدكتور كاظم إلى إنشاء مركزٍ لعلاج وتأهيل الأمراض النفسيَّة والعقليَّة، وهذا المركز يقدم خدماته للمجتمع مجاناً، كذلك العمل على عدة براءات اختراع في المجال الطبي الإنساني".
علماء البلد
شارك في الكثير من المؤتمرات العلمية، ومنها في مؤتمر نوبل الدولي لبراءات الاختراع في أربيل وغيرها، وحصل على العديد من الشهادات التقديريَّة داخل العراق وخارجه، كمصر، وبعض بلدان الاتحاد الأوروبي.
وختم حديثه بالقول: "أتمنى أنْ تهتمَّ الجهات المختصة بالمخترعين، لأنهم علماء البلد، ولديهم إمكانيات وقدرات جبارة في جميع الاختصاصات، وإنْ حصلوا على الدعم سيسهمون بنهضة العراق، كما رسالتي لكل شخصٍ طموحٍ ألا يتوقف إبداعه، ويتغلب على ظروفه، لأنَّ النجاح يحتاج للمثابرة والعزيمة والإصرار".