غزة تشهد ذروة القتال والصهاينة يرتكبون مجازر جديدة

قضايا عربية ودولية 2023/12/11
...

 القدس المحتلة: وكالات

كثَّف جيش الاحتلال الصهيوني غاراته أمس الأحد في اليوم 65 من عدوانه على قطاع غزة، وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" نصب كمائن لمجموعتين من القوات الخاصة الصهيونية، في حين اعترفت إسرائيل بمزيد من القتلى في صفوف جنودها خلال الساعات الماضية في معارك غزة.
وشنَّ الكيان الصهيوني صباح أمس الأحد، غارات متزامنة على مناطق "البريج والنصيرات والمغازي والزوايدة" وسط قطاع غزة، كما أغارت على "حيي التفاح والشجاعية" شرق مدينة غزة وعلى عدة مناطق في شمال القطاع.
وأفادت التقارير، بسقوط 7 شهداء في منطقة البريج و3 بمخيم النصيرات، فضلاً عن عشرات المصابين جرَّاء الغارات، وأكد مصدر طبي أن 45 شهيداً وصلوا إلى مستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة منذ ليل السبت بسبب القصف الصهيوني.
من جانبه، قال متحدث وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي،: إن جيش الاحتلال ارتكب "مجزرة بشعة في مدرسة خليفة شمال غزة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى الذين نزفوا حتى الموت"، وأضاف أن وضع النازحين في المدرسة "كان كارثياً بلا مياه ولا طعام ولا علاج".
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن عدد الشهداء في القطاع ارتفع إلى 17 ألفاً و700 منذ بداية الحرب الصهيونية على غزة، في حين تجاوز عدد الجرحى 48 ألفاً.
وأجبر العدوان الصهيوني الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم، ونزح العديد منهم عدة مرات، ومع احتدام القتال على امتداد القطاع، يقول السكان ووكالات الأمم المتحدة إنه لا يوجد الآن أي مكان آمن للجوء إليه.
من جانب آخر، قالت كتائب القسام إن مقاوميها قاموا بتفخيخ ونسف مدرسة تحصَّن بها عشرات من جنود الاحتلال شرق حي الزيتون بمدينة غزة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وذكرت الكتائب أن مقاوميها يخوضون منذ ليل السبت معارك ضارية من "المسافة صفر" مع القوات الصهيونية المتوغِّلة غرب مخيم جباليا، وقالت إنهم دمروا ناقلة جند صهيونية بعبوة "شواظ" واشتعلت النيران فيها شمال مدينة خان يونس، كما قصفوا بشكل متكرر تجمعات للقوات الصهيونية المتوغلة في محور شمال مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
وأعلنت كتائب القسام استهداف آليات صهيونية شرق حي الزيتون ودبابة ميركافا، وذلك بقذيفة "الياسين 105"، كما أعلنت قصف "كيبوتس ماغين" وقاعدة "رعيم" العسكرية برشقة صاروخية، واستهداف غرف القيادة الصهيونية في المحور الجنوبي لمدينة غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وقال مصدر قيادي في كتائب القسام : إن المقاومين أوقعوا قوتين خاصتين صهيونيتين في كمينين في "حي الشيخ رضوان ومنطقة الكرامة". وشهد محيط معسكر جباليا اشتباكات ليلية بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال الصهيوني، وسمعت أصوات تبادل إطلاق النار في المنطقة.
وقال الجيش الصهيوني، إنه يخوض حالياً ذروة القتال في قطاع غزة، وأشار إلى أن أشد المعارك تدور في الشجاعية وجباليا وخان يونس.
من جانب آخر، أفادت مصادر طبية صهيونية بنقل 5 جنود أصيبوا في معارك في غزة لمستشفى بلينسون بتل أبيب، إصابة اثنين منهم بالغة الخطورة. في حين أعلن الجيش الصهيوني مقتل 5 من أفراده، بينهم ضباط في المعارك الدائرة في قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الصهيوني إلى 425 منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد ذكرت في وقت سابق أن 5 آلاف جندي صهيوني جرحوا منذ بداية الحرب، وأوضحت أن وزارة الدفاع الصهيوني اعترفت بألفين من الجنود كمعاقين حتى الآن.
وكشفت الصحيفة،عن أن قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع يستقبل يومياً 60 جريحاً معظمهم إصاباتهم خطرة، وأضافت أن 12بالمئة من جرحى الجيش أصيبوا بتمزقات داخلية، كما أصيب 100 على الأقل من الجرحى بالعمى، وعلّق الكاتب حِن أرتسي سرور، على أرقام الإصابات، قائلاً : إنّ "(إسرائيل) لم تمرّ بشيءٍ كهذا أبداً"، على حدّ قوله.
ويعاني نحو 7بالمئة من الجنود الصهاينة إصابات نفسية، وهو رقم سيقفز بجنون، على حدّ تعبير رئيسة قسم "إعادة التأهيل" في وزارة أمن الاحتلال، ليمور لوريا، وفي السياق نفسه، نبّه رئيس منظمة معوّقي جيش الاحتلال، عيدان كليمان، لموجة "اضطراب ما بعد الصدمة" ستجتاح "إسرائيل" في غضون عام.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الأحد، على صفحتها الأولى تقريراً تحت عنوان، "القتال صعب وبطيء، وسيتطلب وقتاً طويلاً كي ينجز الجيش (الإسرائيلي) مهامه"، وفي السياق، قالت القناة "السابعة" العبرية إن التقديرات في "إسرائيل" أن الحرب ستستمر بقوة مرتفعة على الأقل شهرين.
ولفتت مصادر سياسية صهيونية، إلى أنه "لن يكون هناك وقف للنار في ختام هذين الشهرين، بل عمليات موضعية بمساعدة القوات التي ستبقى في القطاع"، كما يقدّرون في "إسرائيل"، وفقاً للإعلام العبري الذي نقل عن مصادر، أنه "ستكون هناك محاولات دفع صفقات إضافية لتحرير أسرى في الفترة القريبة".
وفي الضفة الغربية، قصفت قوات الاحتلال بصواريخ حارقة منزلين وسط مدينة طوباس، كما نفذت اقتحامات لمناطق متفرقة بالضفة وسط اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين، وتظهر صور بثتها مواقع فلسطينية احتراق أحد المنزلين بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت طوباس وأغلقت مداخلها ونصبت الحواجز مع اندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين، كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد عشر فلسطينياً في المدينة قبل انسحابها.
وارتفع عدد الشهداء بالضفة الغربية إلى 275 منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وإلى 483 منذ بداية العام الجاري.
إلى ذلك، استخدمت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن صلاحيات الطوارئ بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة لبيع نحو 14 ألفاً من قذائف الدبابات للكيان الصهيوني بدون مراجعة الكونغرس.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنها أبلغت الكونغرس يوم الجمعة الماضي ببيع 13 ألفاً و981 طلقة دبابة عيار 120 مليمتراً ومعدات ذات صلة بقيمة 106.5 ملايين دولار.
وهذه القذائف جزء من عملية بيع أكبر، وفق ما كشفت عنه وكالة "رويترز" في تقرير، حيث قالت إن قيمة الحزمة التي تطلب إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة عليها تتجاوز 500 مليون دولار وتشمل 45 ألف قذيفة لدبابات "ميركافا" الصهيونية التي تستخدمها الدولة العبرية في عدوانها على غزة الذي أدى لاستشهاد آلاف المدنيين.
ولفتت وزارة الخارجية إلى أنها خلصت إلى "وجود حالة طارئة تستدعي بيع حكومة (إسرائيل) فوراً الأسلحة"، وبالتالي الإعفاء من مقتضيات المراجعة الاعتيادية في الكونغرس.
وشدّدت الوزارة على أن الأسلحة المنصوص عليها في صفقة البيع سيتم تسليمها من مخزون الجيش الأميركي، وستستخدمها تل أبيب "لردع تهديدات إقليمية ولتعزيز دفاعاتها" ولن "تغيّر التوازن العسكري الأساسي في المنطقة"، بحسب مزاعم الوزارة الأميركية.
في المقابل، طالب رؤساء وزراء إسبانيا وأيرلندا وبلجيكا ومالطا أمس الأحد، الاتحاد الأوروبي بالدعوة إلى هدنة إنسانية دائمة تنهي الحرب الصهيونية في قطاع غزة، وذلك برسالة مشتركة شددت على خطورة الحرب واحتمال تصاعد الصراع ليمتد إلى أنحاء المنطقة.
وجاء في نص الرسالة، أن قادة الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوصلوا إلى موقف مشترك يطالب بهدنة إنسانية دائمة يمكن أن تؤدي إلى نهاية القتال بغزة، والمطالبة أيضاً بإجراءات لحماية المدنيين في القطاع على الفور.
كما دعت الدول الأربع، التي انتقدت "إسرائيل" بسبب حربها على القطاع، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن غزة في أقرب وقت ممكن لبحث إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، وفق نص الرسالة.
يأتي ذلك بعد استخدام الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي لحق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن ضد قرار قدمته الإمارات يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب
إنسانية.