بغداد: كاظم لازم
تأثير المقام العراقي وانواعه المختلفة عبر الزمن من خلال أبرز قرائه، بدءاً من عشرينيات القرن الماضي وصولاً إلى نهاية السبعينيات.. كان هذا مضمون محاضرة وبحث الموسيقية الأكاديمية آمال ابراهيم محمد، والذي قدمته ضمن نشاطات معهد الدراسات الموسيقية.
حضر الجلسة عدد من أساتذة الموسيقى، إضافة إلى عدد كبير من طلبة وطالبات المعهد.
امال ابراهيم والتي ورد اسمها في موسوعة أعلام العراق القرن العشرين لمؤلفه حميد المطبعي، التي صدرت العام 1995 لتتحدث عن المقام العراقي وتاثيره في المجتمع البغدادي منذ العشرينيات، بدءًا من الآذان وترتيل القرآن وصلاة العيدين واستقبال وتوديع شهر رمضان والحفلات الدينية، مثل المناقب النبوية والتي دخلت فيها ألوان المقام، اضافة للجانب الترفيهي واقامة الحفلات الاجتماعية والجالغي، ليتحول إلى مهنة، اعتاش عليها الكثير من قرّاء المقامات غناءً وعزفاً، كما كان له تأثير في العديد من الشخصيات السياسية، ومنهم نوري السعيد وشعراء العراق أمثال معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي، الذين عشقوا المقام، اضافة إلى شرائح اجتماعية ومنهم العمال.. فقد تنوعت أصوات قرّائه بدءًا من رشيد القندرجي، الذي غنى النهاوند والجهاركاه، وكان له تاثير على المجتمع البغدادي، كما ذكر ذلك المرحوم الشيخ جلال الحنفي، الذي قال: إن الناس يخرجون منذ ساعات الصباح، ليستمعوا إلى صوت الآذان من الجوامع عبر المقام وأنغامه، فضلا عن الأخوة المسيحيين، الذين أدخلوا المقام إليهم عبر التراتيل الكنائسية، ليكون الصوت المعشوق، لديهم فلا يوجد في بغداد إذاعة أو تلفزيون في تلك الأيام.
هذا وتطرقت الباحثة إلى إبداع الكثير من القراء منهم محمد القبانجي ويوسف عمر وحسين الأعظمي واخرون بالعشرات، ولكن مع الأسف عاش المقام العراقي في سنواته الاخيرة إهمالا، على المؤسسات الموسيقية إعادة الحياة اليه.
الباحث الموسيقي حيدر شاكر قال عن المحاضرة "تعد الباحثة امال ابراهيم رمزاً تراثيا في أعمال الموسيقى، فقد تعددت بحوثها وأصدرت العديد من الكتب والدراسات والتي انتشرت بدول عربية".
مدير معهد الدراسات الموسيقية دريد احمد رشيد تحدث عن نشاطات المعهد ليقول "لقد أقام المعهد خلال الأشهر الماضية الكثير من الفعاليات الموسيقية، كما نستعد لاقامة ورش عمل الآلات موسيقية مثل الجوزة، السنطور، القانون، العود والناي باشراف اساتذة الموسيقى في المعهد".