مساعٍ لنقل «الصورة الكاملة» لأزمة القطاع المنكوب

قضايا عربية ودولية 2023/12/13
...

• القاهرة: رشا محمد
تابعت "الصباح" زيارة وفد مجلس الأمن الدولي إلى رفح منذ وصولها إلى مطار العريش الدولي حتى مغادرتها بنفس اليوم والتي انطلقت بست محطات، وجاءت الزيارة بالتنسيق بين بعثتي مصر والإمارات لدى الأمم المتحدة، وفي إطار عضويَّة دولة الإمارات الحاليَّة بمجلس الأمن.
وتأتي الزيارة بعد أيام معدودة من فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني قرار يهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، جراء استخدام الولايات المتحدة الأميركية حقَّ النقض (فيتو)، ضد المشروع الذي طرحته دولة الإمارات، وحصل على تأييد 13 دولة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
واطلع الوفد الدولي على سير العمليات الإنسانية والطبية الضخمة المقدمة لدعم جهود الإغاثة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزّة، كما تفقد المساعدات والجهود الإنسانية التي يقوم بها الهلال الأحمر المصري، والدعم الطبي المقدم للجرحى الفلسطينيين، فضلاً عن الوقوف على المعوقات المفروضة من الجانب الإسرائيلي على دخول شاحنات المساعدات وإجلاء الجرحى من معبر رفح، وما تؤدى إليه من تكدس شاحنات المساعدات وتعطيل دخولها إلى القطاع.
وفي هذا الإطار صرّح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أنَّ زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى كل من العريش ورفح تأتي في توقيت مهم للغاية يقف فيه مجلس الأمن عاجزاً، للأسف الشديد، عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للاستهداف المستمر للمدنيين وتوفير الحماية لهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
كما تفقد وفد مجلس الأمن مركزاً للهلال الأحمر المصري برفح، حيث تم عرض البضائع الإنسانية التي تم إرجاعها من الجانب الإسرائيلي باعتبارها "مرفوضة من دخول غزّة" وهي عبارة عن مواد غذائية وأجهزة طبية لتوضيح الكسور وأجهزة خاصة بتكرير المياه وألعاب أطفال.
وطالب الوفد بضرورة مضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية العاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ إنَّ الأوضاع مأساوية. مشيداً في هذا الصدد بالدور المصري الداعم والمساند للقضية والشعب الفلسطيني.
وشملت زيارة الوفد كذلك مستشفى العريش، حيث استمعوا لعدد من الجرحى والنساء المصابين بإصابات خطيرة وتحدثوا عن الوضع المأساوي وما يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وكان هناك تعاطف كبير أبداه أعضاء الوفد تجاه تلك الشهادات الحية.
كما شملت جولة الوفد زيارة محطة تحلية المياه التي تبرّعت بها دولة الإمارات وذلك لتحلية وتنقية المياه بالقرب من المعبر لتسهيل وصولها إلى قطاع غزّة. وتقع تلك المحطة عند نقطة التقاء الحدود المصرية مع قطاع غزة عند البحر متوسط.
وتعليقاً على الزيارة؛ قال محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة في حديث لـ"الصباح": إنَّ "هناك حالة من الاستنفار لدى جميع أجهزة وقطاعات الدولة المصرية- وفي القلب منها محافظة شمال سيناء- للتعامل مع الأزمة الراهنة في قطاع غزّة".
وأضاف أنه "منذ بدء الأحداث يوم السابع من تشرين الأول الماضي، تم رفع درجة الاستعداد في إدارات الأزمات بالمحافظة وبدأ العمل على مجابهة تطورات الأزمة في غزة".
وتابع شوشة أنه "تم توزيع الأدوار داخل قطاعات المحافظة للتعامل مع الظرف الراهن في قطاع غزّة وانتشرت سيارات الإسعاف استعداداً لاستقبال المصابين جرّاء العدوان الإسرائيلي، كما تم رفع حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات المحافظة بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان المصرية التي بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الصدد".
ولفت إلى أنه "يتم استقبال المصابين الفلسطينيين بشكل يومي ويتم تخييرهم بين العلاج في مصر أو خارجها". مشيراً إلى أنه "منذ بدء الأزمة غادر نحو 192 مريضاً للخارج لتلقي العلاج في دول أخرى مثل (قطر والإمارات والأردن وتركيا) ومعظمهم يعانون حالات مرضية مزمنة كالسرطان".
وفي ما يخص عملية نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، أكد محافظ شمال سيناء أنَّ "شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية مستعدة وجاهزة للدخول إلى قطاع غزّة، ولكن الجانب الإسرائيلي هو الذي يتعنت في إجراءاته في معبر العوجة (45 كيلو متراً من رفح) في ما يخص تفتيش الشحنات في تلك المنطقة".
من جانبه، قال رئيس هيئة الإسعاف المصرية، الدكتور عمرو رشيد، إنَّ "هناك حشداً من سيارات الإسعاف والأسرّة التم تم تجهيزها داخل المستشفيات المصرية لاستقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج".
وأضاف رشيد، في حديث لـ"الصباح"، أنه "يتم يومياً نقل ما بين 40 إلى 50 حالة مصابة معظمهم من الأطفال ويتم توزيعهم بين المستشفيات المصرية"، لافتاً إلى أنه "تم تجهيز نحو 37 ألف سرير مخصصة لهذا الغرض".
بدوره، أكد اللواء جمال عبد الناصر، رئيس مدينة رفح، أنَّ "مصر لا تدخر جهداً في تقديم كل الدعم للقضية الفلسطينية". مشيراً إلى أنَّ "كل قطاعات الدولة المصرية تعمل على قدم وساق منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزّة بالتنسيق بين جميع الجهات لتحقيق سبل الرعاية الطبية والعلاجية والدعم الدبلوماسي والسياسي للقضية الفلسطينية".
وقال عبد الناصر لـ"الصباح": إنَّ "وفد مجلس الأمن الدولي تابع عن قرب تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة جماعية يرفضها القانون الدولي"، مؤكداً أنَّ "الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح كارثياً، حيث يقبع هناك أكثر من 2 مليون إنسان في حصار جائر تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع".