أسعار العقارات في الموصل.. خارج السيطرة

ريبورتاج 2023/12/20
...

 شروق ماهر 


يبدي سكان الموصل وضواحيها استياءً كبيراً نتيجة ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة، إذ بدأ هذا الارتفاع يهددُ أغلب سكان الموصل من الذين لا يمتلكون أي عقارٍ داخل مدنهم في محافظة نينوى.


مسببات

يقول صاحب عقار الزهور أمجد تحسين في أيسر الموصل لـ(الصباح) إنَّ "ارتفاع أسعار العقارات بالموصل تحديداً يعودُ بشكلٍ رئيسٍ إلى عوامل عدة، مثل الطلب العالي على العقارات بعد تحرير المدينة من قبضة عصبات داعش الإرهابيَّة، وتدفق اللاجئين والنازحين العائدين إلى المدينة، فضلاً عن الاستثمارات العقاريَّة الكبيرة التي تهدفُ إلى إعادة إعمار المدينة".

ويضيف تحسين، بأنَّ "هذا الارتفاع الكبير في أسعار العقارات سبَّبَ صعوبة لأغلب الموصليين في العثور على مساكن بأسعارٍ معقولة، الأمر الذي يؤثر في حياتهم اليوميَّة ويزيد من حدة الضغوط عليهم، كما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الإسكان وزيادة الاختلافات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في 

المدينة".

مناشدات

ويطالب أكثر من مليون ونصف المليون نسمة في مدينة الموصل من الذين لا يملكون عقارات سكنيَّة في المدينة، الجهات المعنيَّة باتخاذ إجراءات للحد من ارتفاع العقارات، مثل توفير المزيد من الإسكان الاجتماعي، وتنظيم السوق العقاريَّة بشكلٍ أفضل، إذ يجب أنْ تتعاون الحكومة والمؤسسات المعنيَّة للعمل على توفير حلولٍ عادلة ومستدامة لهذه المشكلة، حتى يتمكن سكان الموصل من العيش في مساكن مناسبة وبأسعارٍ معقولة.


عودة النازحين

يقول المهندس خالد البدراني في حديث لـ(الصباح): إنَّ "عودة النازحين إلى الموصل قد تكون أحد العوامل التي أسهمت في ارتفاع أسعار العقارات، إذ كلما عاد النازحون إلى منازلهم ليستعيدوا حياتهم الطبيعيَّة، يزدادُ الطلب على السكن والعقارات في المنطقة، وهذا الطلب الزائد يمكن أنْ يؤدي إلى زيادة في الأسعار".

أما المواطن النازح عبد الجبار الحيالي فأكد لـ(الصباح) أنَّ "عودة النازحين تعني زيادة في السكان والاستهلاك في الموصل، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب على الخدمات والسلع الأساسيَّة مثل المواد الغذائيَّة والمستلزمات اليوميَّة، وهذا بدوره يمكن أنْ يؤدي إلى زيادة في التكلفة العامَّة للحياة وبالتالي ارتفاع أسعار العقارات، ومع ذلك، يجب أنْ نلاحظَ أنَّ هناك عوامل أخرى عديدة قد تؤثر في ارتفاع أسعار العقارات في الموصل، مثل العرض والطلب، والتطور العمراني، والتشريعات الحكوميَّة المتعلقة بالعقارات، لذلك، ينبغي أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار عند تحليل سوق العقارات في الموصل".


الاستقرار الأمني

بدوره أكد الناشط إيهاب جمال أنَّ "الاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي عوامل مهمة تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في ارتفاع أسعار العقارات في الموصل، فعندما يتحقق الاستقرار الأمني، يزدادُ الطلب على العقارات كونها تعدُّ استثماراً آمناً ومستقراً، هذا الطلب المتزايد يؤدي إلى زيادة في الأسعار، فضلاً عن ذلك، يؤدي الاستقرار الاقتصادي إلى زيادة النشاط التجاري والاستثمارات في المنطقة، ما يؤدي بالتالي إلى زيادة الطلب على العقارات".

ويضيف جمال، أنَّ "تذبذب أسعار الدولار لها تأثير أيضًا في سوق العقار في الموصل، فعندما ينخفضُ سعر الدولار، يصبح الاستثمار في العقارات في الموصل أكثر جاذبيَّة للمستثمرين الأجانب، ما يزيد الطلب ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار".

لافتاً الى أنَّ "الاستقرار الأمني والاقتصادي وتذبذب أسعار الدولار جميعها تلعب دورًا مهمًا في ارتفاع سوق العقارات في الموصل".

بدورها أكدت السيدة أنوار جورج، القاطنة في سهل نينوى في حديث لـ(الصباح) أنَّ "ارتفاع أسعار العقارات لم يقتصر على سكان الموصل فحسب، فهناك ارتفاعٌ كبيرٌ جداً طال مناطق ومنازل سهل نينوى وتحديداً قضاء الحمدانيَّة، فقد سجل هو الآخر طفرة كبيرة بأسعار العقارات تحديداً بعد عودة 70 %من النازحين المسيحيين الى مناطقهم قدوماً من إقليم كردستان العراق بعد تهجيرٍ قسري سببته عصابات داعش الإرهابيَّة منذ سقوط نينوى".