القدس المحتلة: وكالات
سقط عشرات الشهداء والجرحى جرَّاء قصف صهيوني استهدف مخيم جباليا شمال قطاع غزة ومنازل برفح جنوب القطاع، فيما قالت وزارة الصحة إن قوات الاحتلال حوّلت مستشفى العودة إلى ثكنة عسكرية، وأفادت التقارير بسقوط عشرات الشهداء في قصف صهيوني على مربع سكني في "بلوك 2" بمخيم جباليا، فيما كثَّف الاحتلال غاراته على مناطق متفرقة في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
جاء هذا القصف عقب يوم من سقوط أكثر من 200 شهيد في يوم واحد جرَّاء قصف صهيوني استهدف جباليا ومجمَّع الشفاء الطبي وأحياء في مدينة غزة، واستناداً إلى وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 100 شهيد سقطوا في جباليا ولا يزال 100 آخرون تحت الأنقاض.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر باستشهاد 30 فلسطينياً - بينهم 10 أطفال والصحفي عادل زعرب - في غارات صهيونية استهدفت منازل عدة في رفح جنوبي قطاع غزة ليل الاثنين وفجر أمس الثلاثاء، ووسط القطاع، وقع شهداء وجرحى - بينهم أطفال - في قصف مربَّع سكني بمخيم النصيرات، وفي مدينة دير البلح استشهد 8 أشخاص - بينهم أطفال ونساء - وأصيب نحو 15 في قصف صهيوني على منازل عدة بالمدينة.
وفي سياق متصل، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة،: إن قوات الاحتلال حولت مستشفى العودة إلى ثكنة عسكرية، مشيراً إلى أنها اعتقلت 240 شخصاً، منهم 80 كادراً طبياً و40 مريضاً و120 نازحاً داخل المستشفى بلا ماء أو طعام أو دواء.
وتعد مستشفيات غزة واجهة للاستهداف المباشر وغير المباشر لهجمات جيش الاحتلال بالقصف المستمر والتهديد بالإخلاء القسري، وذلك ضمن عدوانه المستمر منذ 7 تشرين الأول الماضي.
إلى ذلك، كشفت دراسة للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة، مع دخول العدوان الصهيوني اليوم الـ 74 وتواصل تشديد الحصار.
وبيّنت الدراسة أنّ 98 بالمئة من سكان القطاع يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، و71 بالمئة منهم يعانون من مستويات حادة من الجوع، ويضطر 64 بالمئة من الفلسطينيين في غزّة لتناول الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد
جوعهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ مئات الآلاف من الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين شماليّ القطاع يبقون بلا خدمات صحية، لافتةً إلى أنّ الاحتلال يستمر في اعتقال 93 كادراً صحياً، على رأسهم مديري مستشفيات في ظروف غير إنسانية، ويتمّ الاستجواب تحت التعذيب والتجويع والبرد القارس.
وشدّدت الوزارة على أنّ الوضع الصحي في مستشفيات جنوبيّ غزة كارثي ومعقّد، نتيجة عدم توفّر الإمكانيات السريرية والطبية والبشرية المناسبة لحجم وأعداد ونوعية المصابين.
من جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن الحكومة "الإسرائيلية" تستخدم تجويع المدنيين أسلوباً للحرب في قطاع غزة المحتل، ما يشكل جريمة حرب.
وعدّت المنظمة الحقوقية أن جيش الاحتلال الصهيوني منع إيصال المياه، والغذاء، والوقود، بينما يعرقل عمداً المساعدات الإنسانية، ويبدو أنه يجرّف المناطق الزراعية، ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها
لبقائهم.
وبيّنت أن مسؤولين "إسرائيليين" من بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، أدلوا بتصريحات علنية أعربوا فيها عن نيّتهم حرمان المدنيين في غزة من الغذاء، والماء، والوقود، مشيرة إلى أن هذه التصريحات انعكست في العمليات العسكرية التي تنفذها القوات "الإسرائيلية" .
يأتي ذلك بينما صرح مسؤولون "إسرائيليون" آخرون علناً بأن المساعدات الإنسانية لغزة ستكون مشروطة، إما بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وإما بتدمير الحركة.
من جانب آخر، أقرَّ الجيش الصهيوني أمس الثلاثاء بمقتل ضابط وجندي من وحدة "يهلوم" للمهام الخاصة التابعة لسلاح الهندسة والمتخصصة في حروب الأنفاق، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في غزة إلى 137، وفق الأرقام "الإسرائيلية"، وازدادت خسائر جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية مع اشتداد المعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في محاور قطاع غزة.
ويستمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر لليوم الـ74 مخلفاً أكثر من 19 ألفاً و453 شهيداً، و52 ألفاً و286 مصاباً، في حين تخوض المقاومة معارك شرسة مع قوات الاحتلال في مختلف محاور القطاع.