فرح بشير فنانة نباتات الأواني الزجاجيَّة

منصة 2023/12/21
...

  أربيل: كولر غالب الداوودي

سعت فرح بشير إلى أن تعمل في فن يختلف عن غيره من الفنون الأخرى، فبدأت بالمزج بين النبات الطبيعي والرسم بصحبة الرمل والحصى داخل الأواني الزجاجية، وتكون حصيلة هذا العمل المتقن لوحة فنية مبهرة يمكن اقتناؤها كتحف المنازل  كهدايا المناسبات.
وفرح هي من بغداد وتعيش في أربيل حاصلة على شهادة الماجستير علوم واقتصاد، وشهادة tot مدربة تنمية.بدأ اهتمام فرح بالنباتات وزراعتها منذ طفولتها، ولكنها كانت دوما تواجه مشكلة موت النباتات لفقدانها للخبرة في عالم النباتات، الأمر الذي دفعها للبحث والمطالعة عن كل ما يتعلق بعالم النبات، وكيفية العناية.وخلال مرحلة “فيروس كورونا” ساعدها موضوع الحجر الصحي في التركيز أكثر على النباتات، وفكرت في الاستفادة منها واستخدامها داخل المنازل، والاشتغال عليها بشكل فني مميز وغير مطروق سابقا، وهي زراعة النباتات في أوانٍ زجاجية مع استعمال بعض المواد التي لا تؤثر سلباً داخل الاناء، وكذلك استعمال الرمل الخاص، والحصى الذي يستخدم “عادة” في احواض أسماك الزينة والتي لا تؤثر على بيئة الأسماك داخل الحوض .وقد لاحظت فرح عبر بحثها أن أكثر النباتات التي يمكن أن تتحمل العيش داخل هذه الأواني الزجاجية، هي العصارات وهي نوع من أنواع نباتات الصبار، كما تقول إن “أكثر الناس لا يحبون نبات الصبار، بسبب الأفكار السلبية عنه في جلب الشؤم”، لذا كانت مصرة على أن تغير هذه الأفكار وبدأت بعمل فني تستعمل فيه هذا النوع من النباتات التي تتحول لقطعة فنية جميلة. وتضيف فرح أن “في داخل القنينة الزجاجية هناك عملٌ فنيٌّ مصنوعٌ من الخشب، مثل عين الحسد أو الكف أو سبع عيون، يوضع كقاعدة في وسط  الاناء، ويكون الرسم على الرمل أو على حافات النبات المزروع، بعد أن يملأ من الداخل بالمواد الصالحة للزراعة “.وتحرص فرح على عرض اعمالها ونتاجها عبر “البازارات” التي تقام في أربيل بين الحين والآخر، وتتابع: لاقت أعمالي استحسان الناس الذين شجعوني بدورهم على الاستمرار بتقديم هذه الأفكار. ومن بين الأفكار الجذابة، وجدت فرح أنواعًا من الزجاج المغلق، واشتغلت عليه مع استعمال السماد، لقد كانت ترسم داخل القنينة بمادة “البتموس” وغيرها من المواد الصالحة ولا تؤثر سلبا في النباتات المزرعة.ومن الصعوبات التي واجهتها فرح خلال فترة عملها هي كيفية الحصول على الزجاج، وعدم امتلاكها مكانا خاصا بها تتمكن من خلاله أن تستورد المواد الأولية الخاصة بالعمل، وكذلك عدم توفر الأواني الزجاجية المميزة في الأسواق المحلية بسهولة، ومن التحديات الأخرى التي واجهتها فرح هي معاناتها في التنقل من مكان الى غيره، سواء داخل أربيل أو خارجها من المحافظات الأخرى. تطمح فرح في أن تتوسع في عملها هذا، وألا يكون هواية فقط، وتتمنى أن يكبر أكثر ويصبح عملًا مميزا في العراق، لأنه بحسب وصفها “فكرة جديدة” ترغب في أن يكون لها مشغلٌ ومعرضٌ لتقديم جديدها كهدايا وتحف تسعى لتطويرها.