كركوك: نهضة علي
تستعد دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والسياحة والاثار لتجميع وتوثيق التراث الثقافي غير المادي للقوميات والأطياف عبر دراسات ومطالعات مع منظمة اليونسكو للثقافة والفن والتربية خشية ضياعه واندثاره. المشروع الذي هدفه حماية التراث كمصدر تاريخي محلي وعالمي يسهم في تجهيزه مثقفو كركوك، يقول عنه المدرب المعتمد في دائرة العلاقات الثقافية في قصر الثقافة والفنون بكركوك رشيد جبار، إنهم ناقشوا آلية برنامج عملهم لإعداد وحصر قوائم التراث الثقافي غير المادي في المحافظة عبر الدراسات والمطالعات المقدمة من قبل المختصين لتوثيقه، ونقله للأجيال القادمة
وبالتعاون مع منظمة يونسكو للتربية والثقافة والفن، وبحسب اتفاقية الامم المتحدة لعام 2003 ومصادقة العراق تركز الاتفاقيَّة على حفظ هوية المجتمعات والافراد والجماعات وعملهم يتضمن ايجاد المشتركات بين قوميات كركوك واظهارها محليا ودوليا.
ويضيف جبار أن “الهدف من ادراج التراث الثقافي العراقي غير المادي على لائحة التراث الإنساني العالمي في منظمة يونسكو هو للوقوف ضد العولمة والهجمة الشرسة لصراعا ت الحضارات”.
ومن قائمة جرد التراث غير المادي تعكف الاكاديمية في كلية الآداب جامعة كركوك الدكتورة سلوى جرجيس البحث عن “صينية زكريا”، التي هي عبارة عن صينية تحتوي على أوراق شجر خضراء وشموع توقد وحلوى توزع لاحقا بين الأطفال، تحرص المرأة علي اتباعه كموروث تقليدي سنوي غاية في الإنجاب، وعندما يتحقق مطلبها في السنة القادمة تكررها تيمنا بالنبي زكريا، التي كانت زوجته عاقرا ولكنها انجبت بعد ذلك.
و”صينية زكريا” طقسٌ شعبيٌّ يحيه الكثير من الأسر، وله أهميته في جمع شمل الأسرة وتقوية العلاقات مع الجيران وبث روح الود والوئام.
أما المعتقد المتوارث الآخر، فهو “خبز العباس” الذي يشكل موروثًا مهماً عن توزيع الخيرات وتقاسم الطعام ما بين أفراد الجيران والمعارف، لتعزيز الود والتفاهم.
المعتقدات هذه تحقق السلم المجتمعي وتقوي الأواصر بين أفراد المجتمع، كما تقول جرجيس إن “ظهور بعض التوجهات الفكرية يضعف من استمرارية الطقوس، ولأن التراث يمثل فكر الشعب العراقي القديم، فلا بد هنا من أن يحظى بدراسات ثقافية تراثية للحفاظ عليه وابرازه.
أما أمين اتحاد أدباء كركوك محمد خضر فيقول، إن “كركوك تضم شريحة مختلفة من العرب والكرد والتركمان والكلدواشوريين، ولهم موروث يرتبط بالماضي فيه الكثير من تعابير المهمة.
ويسرد خضر مثلا على ذلك “الوشم” الذي كان موجودا قديما للتزيين، وطرد العين وعلاج آلام الظهر والرأس، وكذلك الخوريات التركمانية، وغيره كذلك من موروث شفاهٍ والألعاب الشعبية في الليالي الرمضانية، ويضيف خضر أن “المحافظة عليها من الانقراض تكون عبر تقديم الدراسات عن مختلف الأزمنة، ومحاولة تداولها وتجسيدها، ومن ثم توثيقها وتدوينها لإظهارها ونقلها إلى الأجيال القادمة تأكيدا على أهميتها كهوية ثقافية”.