مواقف العراق حكومة وشعبًا إزاء فلسطين

آراء 2023/12/27
...

   سعاد حسن الجوهري
لم ينفك الموقف العراقي رسميا وشعبيا تجاه القضية الفلسطينية، اضافة لكونه يحظى بثناء عربي واسلامي وعالمي منقطع النظير، فإنه يبعث في نفوسنا - كعراقيين - الفخر والاعتزاز كونه لم يتنصل عن قضية انسانية حساسة وخطيرة.

فالمحافل الدولية التي يحضرها العراق بقادته وزعمائه، لم يدع مجالا دون التأكيد على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة، ورفضه لممارسات كيان الاحتلال الغاصب، الى جانب بذله الجهود الكبيرة إن لم نقل الاستثنائية لحشد الراي العام العربي والعالمي للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته وتحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة.
ولعل المقبولية والوسطية والفاعلية الناشطة التي يحظى بها العراق تدعم رؤية محيطه الاقليمي والدولي في اعتبار موقف بغداد في مختلف القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي يعدّها عادلة وايمانه الراسخ والعميق بان نصرة القضية الفلسطينية، يعني انتاج بيئة سياسية آمنة ومستقرة في منطقتنا.
من هنا يتمحور العراق في حركته على النهجين التاليين:
1 - موقفه الثابت بان الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يأتي إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة الحقوق.
2 - التأكيد العراقي يتضمن حق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أزاء هذين المبدأين يطرح البعض جملة اسئلة تبحث عن جواب:
- لماذا يحذّر العراق دائما من مغبة التعامل الخاطئ مع القضية الفلسطينية والسماح للبعض بتصوير هذه القضية على أنها حرب دينية؟.
- لطالما حث العراق المجتمع الدولي الى استثمار حالة الزخم التي عادت به القضية الفلسطينية لبؤرة الاهتمام الدولي. لماذا تأخر العالم عن إنجاز هذا التاكيد على ارض الواقع؟
والثابت ايضا هو ان العراق لا يقيم أي علاقات مع إسرائيل وترفض الحكومة وأغلبية القوى السياسية التطبيع معها. على ماذا يراهن البعض اذن؟
الجواب الشافي والوافي لهذه التساؤلات وغيرها هو إصرار عراقي على حقيقة مفادها: “ لا مناص عن المضي قدماً في مفاوضات مباشرة وجادة برعاية الدول العربية والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة مع التأكد على ان ما يتم الاتفاق عليه خلال تلك المفاوضات سيكون محل موافقة والتزام جميع الأطراف كحل لهذه الازمة التي أصبحت عقدة يصعب حلها”.
وبما أن بغداد لطالما حثت جميع الفصائل الفلسطينية على توحيد موقفها السياسي ونبذ الخلافات بينها، اذن الكرة في ملعب تلك الفصائل ازاء هذه النصيحة العراقية، في حين كان ولا يزال وسيبقى الموقف العراقي الحكومي من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واضحا وصريحا بالقول: “إرهاب واضح” ما يمثل دعوة لوضع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته وتشكيلاته الحقوقية، وأيضا تلك التي تدعي تمثيل حقوق الإنسان أمام مسؤولياته الجسام.  لعل البعض يتساءل أيضا: “لماذا لا يصار إلى إطلاق مبادرة حتى لو كانت في بغداد لحلحلة الأزمة الفلسطينية برمتها؟” و”هل تتوقعون لجهود العراق أن تنجح في استحصال قرار دولي لنصرة القضية الفلسطينية العادلة؟”. ويأتي الجواب: العراق هو الحاضر في كل الملفات الساخنة. دور ريادي بارز في المنطقة والعالم. خاصة في تلك الملفات التي تتعلق بالدول الشقيقة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. كلنا نعقد الأمل على نجاح هذه الجهود وانهاء معاناة شعبنا الفلسطيني الصابر المقاوم والمحاصر واحقاق حقوقه العادلة.