أمير البركاوي
تصوير: خضير العتابي
تمثل المساحات المخصصة للزراعة أهمية كبيرة لأنها تدعم الاقتصاد المحلي بوفرة من الانتاج للمحاصيل الزراعيَّة من جهة، والحد من الاستيراد من جهة أخرى، واستصلاح الأراضي الزراعيَّة وتأهيلها لتكون جاهزة للزراعة أمر غاية في الأهمية، إلا أن النهوض بها يتطلب خططاً فاعلة.
ومن أجل إعادة الأراضي الزراعيَّة المتروكة واستصلاحها لتكون أراضي منتجة، يقول رئيس مهندسين أقدم لمشروع استصلاح أراضي كفل/ شنافية، زيد هادي عبد الكاظم، إن "مشروع استصلاح أراضي كفل/ شنافية يشمل المهام الإروائيَّة والاستخدام الأمثل لمياه الري المجهزة والتقنين فيها".
إعادة الحياة
وأضاف، أنّه "يتم إيصال المياه إلى جميع الأراضي الزراعيَّة سيحاً لغرض تخليص الأراضي الزراعيَّة من الأملاح والشوائب الأخرى".
وبيَّنَ: "أما المهام الزراعيَّة فإنّ أرض المشروع سوف تزرع بجميع المحاصيل الزراعيَّة والبساتين وخاصة الشلب بكفاءة عالية وبكثافة زراعية 100%، والوصول الى أحسن إنتاجية، إذ ازدادت انتاجيّة الدونم الواحد لهذه المساحة المستصلحة بمقدار ضعفين حسب تقارير مديرية الزراعة والموارد المائية في محافظة النجف الأشرف، مع استخدام الأيادي العاملة وتقنيات الري
الحديثة".
دعم الاقتصاد العراقي
وأشار عبد الكاظم إلى أنَّ "الجدوى الاقتصاديَّة للمشروع هي استصلاح الأراضي المحليَّة ومعالجة شح المياه، وزيادة الانتاج الزراعي، وتحسين إمكانية الملاحة في النهر، وتوليد الطاقة في النواظم على شط الكوفة والسيطرة على الفيضانات في الأنهر، وتطوير تصنيع الانتاج الزراعي في المنطقة وإصلاح وتحسين الثروة الحيوانيَّة، وتوفير أفضل فرص للتوفير والاستخدام الفلاحي وتخفيض الاعتماد على الحبوب المستوردة، فضلاً عن ذلك فإنّ استصلاح الاراضي يمثل الحل الأمثل لمعظم المشكلات الزراعيّة والإروائيّة في محافظة النجف الأشرف".
مؤكداً أنّ "تنفيــــــــذ شبكة متكاملة من القنوات الرئيسة والفرعيّة والمغذية وهذه جميعها مبطنة مع جميــــــــع المنشآت التابعة لها من النواظم الصدرية والقاطعة، وانشاء شبكة مبازل رئيسة وفرعية وجميع أعمال التسوية".
إعادة الانتاج
فيما قالت رئيس المنهدسين في الهيأة العليا لاستصلاح الأراضي التابعة للهيأة العامة لمشاريع الري والاستصلاح في وزارة الموارد المائية هالة حازم، إنّ "استصلاح الاراضي الزراعية هو عملية إعادة إنتاجية الأراضي التي تدهورت حالتها بفعل الأنشطة البشريَّة السابقة أو التي أضعفتها الظواهر الطبيعيَّة المختلفة".
وتابعت: أنَّ "الأراضي الزراعيَّة تقسم الى قسمين؛ الأراضي المستوية وتسقى بمشاريع الاستصلاح التقليديَّة من قنوات ري مفتوحة الناقلة، وموزعة وفرعية وحقلية، ولكن تحتاج لمبازل لتخليص الأرض من الماء الزائد للتخلص من تغدق الأرض والتخلّص من الملوحة، والنوع الثاني مثل مشاريع القنوات المعلقة، مشروع استصلاح اراضي محافظتي كركوك وصلاح الدين، والقنوات المعلقة للتخلص من ضائعات الماء والتبخر". وأشارت: "أما بالنسبة للأراضي المتموجة فالاستصلاح الأمثل هو منظومة الري بالرش الثابت والمتحرك، والري بالتنقيط، وهما الأفضل لما تحتاجه الأرض الزراعيَّة للماء الحقيقي". وترى أنَّ "استصلاح الأراضي الزراعيَّة له منفعة اقتصاديّة، إذ يقوي اقتصاد البلد والفلّاح، والذي بدوره ينعكس على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المزروعة وتصدير المنتج الزراعي، وزيادة دخل الفلاح المادي عبر تسويق الانتاج من الأرض".
الحاجة للاستصلاح
يؤكد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحيَّة محسن عبد الأمير، أنَّ "كل أراضينا بحاجة الى الاستصلاح على أن تتبنى الموضوع جهات ذات كفاءة مبنية على أسس علمية صحيحة، وان جميع أراضي النجف تكاد تكون "صفر" من ناحية الاستصلاح".
فيما بيَّنَ المتحدث باسم وزارة الزراعة، خالد شمال، في تصريحات سابقة، أنّ "وزارة الموارد المائيَّة وضمن خططها السنويَّة، تنفّذ مشاريع استصلاح كبيرة، وأيضا تعمل على صيانة مشاريع الاستصلاح المنفّذة سابقاً".
وأوضح شمال، أنَّ "الفكرة والهدف من الاستصلاح هو تحسين غلة زراعة الأراضي وجعلها منتجة، بطريقة مجدية اقتصاديّاً وإروائيّاً، فعندما تستصلح الأرض زراعياً، يعني استخدامها في المستقبل بأقل جهد، وكمية مياه، وكُلفة، وفي الوقت نفسه إعطاء أكثر إنتاجيَّة".