مجالس المحافظات ودورها المقبل

آراء 2023/12/28
...

 نبيل ابراهيم الزركوشي

 

بعد أن ظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات وعرفت جميع القوائم الانتخابية نصيبها من الفوز والخسارة في مارثون انتخابي، كانت بدايته اقرار القانون الانتخابي لهذه المجالس وحتى يوم الانتخابات، التي شهدت ولأول مرة مقاطعة علنية وصريحة من طيف واسع من المجتمع العراقي، ومراهنات عديدة بالتأجيل مرة والإلغاء تارة أخرى ولكن ارادة الحكومة كانت قوية ومن اليوم الاول صرحت بأنها سوف تسخّر كل الجهود من اجل انجاح هذه الممارسة الديمقراطية، وقد أوفت بذلك وكان النجاح حليفها، لذا يقع على عاتق هذه المجالس مهام كبيرة يجب عليها أن تنجح فيها اذا ما أرادت الاستمرار وعدم إلغائها مرة أخرى، لأن هذه المجالس جاءت بعد حل المجالس القديمة كجزء من تلبية مطالب ثوار تشرين والتي كان من ثمارها الأخرى الانتخابات البرلمانية المبكرة واستقالة حكومة عبدالمهدي، اذن يمكن الجزم هنا ان النظرة الشعبية على هذه المجالس سلبية ويعتبرونها حلقة غير ضرورية وجاءت هذه النظرة، كونها اي المجالس السابقة لم تستطع في حينها الاسهام في التخفيف عن كاهل المواطن البسيط، وكان عملها غير واضح المعالم دستورياً ولم تستطع تغيير الواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي، ولم تكن لديها خطط ستراتيجية بعيدة الأمد، كونها تتغير كل أربع سنوات، ناهيك عن محدودية الصلاحيات الممنوحة لها وقت ذاك أو قانونها، التي تعمل به، لذا يجب أن تعمل المجالس الحالية جاهدةً على تغير النظرة الشعبية السلبية عنها، ومن خلال خطوات سريعة وعمل دؤوب، وأن تكون لها الشخصية المؤثرة في تغيير واقع مجتمعاتها، التي وضعت فيها الأمل في اختيار محافظ يستطيع ادارة المحافظة بمهنية عالية وتقييم الاداء لمدراء الدوائر والوحدات الادارية الحاليين سكن خلال مدة شهر وبموضوعية ومهنية عالية، وايجاد البديل إن استوجب الامر ذلك، ورفع مقترحات إلى الجهات التشريعة لزيادة الصلاحيات الممنوحة لها الادارية والفنية، دون الرجوع إلى المركز أو التأثير على قراراتهم واكمال التغيير الذي جاءت به الحكومة الحالية، من خلال البرنامج الحكومي الحالي، الذي يشهد نجاحاً كبيراً على جميع الأصعدة، كالفساد ومحاربته ومحاسبة المقصرين ممن يشغلون الوظائف العليا في الدولة، ناهيك عن المشاريع الستراتيجية وغيرها الكثير، وهذا بحد ذاته أمر قد يصعّب من مهمتهم، كونهم يأتون بعد سلسلة نجاحات حكومية يشهد لها الجميع، من هنا يجب عليهم التفكير في ما الذي سيضيفونه إلى هذا النجاح، كي يحسب لهم ويجب أن يعلم كل عضو من الاعضاء الحاليين أن حصوله على هذا المقعد هو ليس مغنمة قد حصل عليها، بل هي وظيفة حكومية تأخذ على عاتقها العمل والاجتهاد والمهنية والابتعاد عن الانتفاع الشخصي، هذا من جانب، ومن جانب اخر يجب أن يكون الاساس في عملها هو التكاتف بين الجميع، ومن أجل الجميع لا من أجل المكون الذي انتخبه، بل من اجل محافظته التي هو يمثلها وهذا أحد الاخطاء الذي وقع فيه بعض الاعضاء 

السابقين. 

إن وضع الخطط ودراسة البرنامج الحكومي والنجاحات المتحققة والتماس المباشر مع المواطن ومحاسبة المسوؤل الفاسد ومعرفة فشل الأعضاء السابقين، وكشف الذمم المالية من اليوم الاول، قد تكون أمورا تكتب للمجالس الجديدة النجاح 

والاستمرارية.