القدس المحتلة: وكالات
تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، عند عدة محاور، حيث تلتحم معها، رغم القصف المدفعي الجنوني، وتراجعت قوات الاحتلال من عدة محاور في جباليا البلد وبيت حانون بعد تكبدها خسائر فادحة إثر ضربات كتائب القسام والفصائل الأخرى.
في غضون ذلك، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها مستوطنة "ناحل عوز" بصواريخ "الـ107" وقذائف "الهاون"، وأمس الأربعاء، استهدفت كتائب القسّام وسرايا القدس، في عمليتين مشتركتين، آلياتٍ عسكريةً إسرائيليةً، شمالي قطاع غزة، وقوةً إسرائيليةً متحصّنةً في أحد المنازل في جباليا البلد، موقعين جنودها بين قتيل وجريح.
ومع استمرار المعارك البرية في القطاع، تكبّد المقاومة الفلسطينية الاحتلال خسائر فادحةً في الأرواح والعتاد. وفجر أمس الأربعاء، أقرّ الجش الإسرائيلي بمقتل 3 جنود من لواء "غفعاتي"، بينهم ضابط، شمالي غزة.
وارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 498، منذ بدء المقاومة الفلسطينية ملحمتها "طوفان الأقصى" في الـ7 من تشرين الأول، فيما قُتل 164 ضابطاً وجندياً، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة.
ويشكّل الضباط نحو 27 بالمئة من قتلى الجيش الإسرائيلي، بينهم قادة ألوية وقادة كتائب وغيرهم من الضباط الكبار، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
أما في ما يتعلّق بجرحى الجيش الإسرائيلي، فبلغ عددهم 2066، بينهم 874 جريحاً أُصيبوا خلال المعارك البرية مع المقاومة، بحسب الأرقام الرسمية، إلا أنّ إعلام الاحتلال يؤكد وجود أعداد مصابين أعلى بكثير من تلك المعلنة.
وعلى الرغم من الرقابة المشدّدة التي تفرضها المؤسسة العسكرية الإسرائلية على نشر أعداد القتلى والمصابين من الجيش، في محاولةٍ لإخفاء ما تتكبّده من خسائر خلال المعارك المستمرة والمتصاعدة مع المقاومة الفلسطينية، تثبت البيانات الدقيقة التي تصدرها المقاومة، والمقاطع المرئية التي توثّق استهدافاتها، حجم الخسائر التي يُمنى بها جيش الاحتلال.
في غضون ذلك، قال منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، شون كيسي، الذي شارك في مهمة إنسانية إلى وسط غزة،: إن هناك دماء في كل مكان في مستشفيات القطاع، واصفاً ما شاهده بأنه "حمام دم ومذبحة"، مؤكداً بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
وأضاف كيسي، في حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، بعد زيارته لمستشفى الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الاثنين الماضي "إنه حمام دم، كما قلنا من قبل، إنها مذبحة. إنه مشهد فظيع".
وقال إنه رأى ذلك أيضاً في مستشفى الشفاء في الشمال، وشاهده كذلك في الأسابيع الماضية في أكبر مستشفيين في الجزء الجنوبي من غزة وهما مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي، في الأسابيع الماضية، مؤكداً أن الوضع مشابه جداً في قسم الطوارئ في أي مستشفى بأي جزء من قطاع
غزة.
وأضاف، أنه "لا مكان آمناً في غزة"، مشيراً إلى وجود مخيم يضم آلاف النازحين على بعد 50 متراً من مركز العمليات الإنسانية المشتركة التابع للأمم المتحدة في رفح، ومع ذلك كان صوت الاشتباكات مسموعاً طوال الليل تقريباً مع ورود تقارير خلال النهار عن العديد من الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات في الجنوب.
وقال، إنه في جميع أنحاء غزة في الوقت الحالي، تبلغ القدرة الصحية حوالي 20 بالمئة مما كانت عليه قبل 80 يوماً أو نحو ذلك. حيث توقفت جميع الخدمات تقريباً عن العمل، إما لأن المرافق نفسها تضررت، أو لأن الموظفين اضطروا إلى الفرار، أو لأن موارد الطاقة قد نفدت، أو لأن الإمدادات الطبية نفدت، أو لأن الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إليها.