بيروت: جبار عودة الخطاط
يتساءل مراقبون إن كانت بوادر الحرب الإقليمية الشاملة بدأت تلوح في الأفق، فكما يبدو بأن ثمة نزعة لدى (إسرائيل) للتصعيد عبر أكثر من جبهة، ويأتي ذلك وفق قراءة المطلعين على كواليس السياسة (الإسرائيلية) في خضم سعي نتنياهو للإفلات من قبضة المحاسبة الداخلية التي من المتوقع أن تفضي به إلى السجن، بينما تشخص الأبصار يوم 3 من الشهر المقبل إلى خطاب أمين عام حزب الله وما سيتضمنه من معطيات.
كلمة السيد حسن نصر الله المرتقبة تأتي بعد فترة بعد صمت لأمين عام حزب الله منذ إطلاق هدنة غزة الماضية، ومن المتوقع أن يتناول نصر الله الملفات المهمة على صعيد المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني لاسيما ما يتصل منها بالوجود العسكري للحزب في جنوب لبنان، وما يثيره المسؤولون الصهاينة من عزمهم على إبعاده شمال الليطاني، وما طرحه المبعوثون الفرنسيون والأميركان بشأن تنفيذ القرار 1701.
في الأثناء، أعلن الدفاع المدني اللبناني، في بيان له أمس الأربعاء، عن ارتقاء ثلاثة شهداء وسقوط جريح في بنت جبيبل جراء القصف الصهيوني، في وقت أفاد فيه مصدر إعلامي مقرب من حزب الله، بأنّ مواقع الجيش الإسرائيلي في مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا وعدد من المواقع على امتداد الحدود أطلقت اعتداءات بالرشاشات الثقيلة باتجاه الاحراج القريبة من الحدود، بينما أطلقت دبابة ميركافا 4 قذائف باتجاه أطراف عيتا الشعب، وأطلقت دبابة أخرى 4 قذائف باتجاه منطقة الحمامص جنوبي بلدة الخيام.
إلى ذلك، أفيد عن إطلاق 12 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا والجليل الأعلى، وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن 9 جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح ما بين خطيرة ومتوسطة بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان على شمالي البلاد، ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد من "استهداف المقاومة الإسلامية مستوطنة راموت نفتالي (قرية النبي يوشع اللبنانية المحتلة) ولجنود جيش العدو الإسرائيلي في مزارع مستوطنة دوفيف عند الحدود اللبنانية الفلسطينية".
في غضون ذلك، أشار عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، إلى أن "عدم إعلان العدو الإسرائيلي حرباً واسعة على لبنان، هو بسبب عجزه أمام قوة المقاومة التي تصنع المعادلات وتحمي الكرامات والسيادة في لبنان، وليس بسبب الوساطات الأميركية والأوروبية".
وكشف خلال حفل تأبيني في بلدة العباسية الجنوبية، عن أن "الجهود الديبلوماسية والاتصالات السياسية التي تأتينا من دول كبرى، لا تريد مساعدة لبنان، وإنما تسوّق للمطالب والأهداف الإسرائيلية"، وشدد قاووق على أن "المقاومة من موقع القوة والاقتدار تكمل المعركة في الميدان، لتفرض على العدو المعادلات، ولتنصر غزة، ومهما بلغت التضحيات والضغوطات، فلسنا ممن يترك أهلنا
في غزة الصامدة".