السليمانية: كرم الأنصاري
أفضت نتائج الانتخابات المحلية في كركوك إلى مزيد من التعقيد في صورة المحافظة التي غاب مجلسها منذ انتخابات عام 2005، وترى أقليات ومكونات المدينة أن أصعب المهام المقبلة ستكون رسم الهوية السياسية لكركوك في مجلسها الجديد، بينما يعوِّل آخرون على التوافق ضمن نتائج اقتربت كثيراً من التعادل في الفوز بستة عشر مقعداً.
وقال عضو الاتحاد الديمقراطي سامال كريم،: إن "محافظ كركوك سيكون من حصة الاتحاد الكردستاني".
وأضاف كريم، في حديث لـ"الصباح"، أن "منصب المحافظ في كركوك سيكون مرهوناً بالإطار التنسيقي وسياسته"، لافتاً إلى أن هذا المنصب "سيؤول إلى الاتحاد الكردستاني بعدما يمنحه الإطار التنسيقي تثميناً لدوره في المشاركة بفكِّ الانسداد السياسي خلال فترة تشكيل الحكومة الحالية"، على حد قوله. بدوره، ذكر المتحدث باسم تحالف العزم في كركوك عزام الحمداني، لـ"الصباح"، أن "النتائج الانتخابية والتوافقات السياسية هي ما يتحكم بعملية رسم ملامح تشكيل حكومة إدارة مجلس كركوك المرتقبة"، مشيراً إلى أن "حالة التنافس الانتخابي وإعلان النتائج النهائية ستكون بحجم التمثيل الجماهيري لمكونات كركوك من العرب والكرد والتركمان والمسيح والكلدوآشوريين والكاكائيين، ويقتضي الأمر أن تدخل المكونات كافة في حوارفاعل ومثمر للخروج بنتائج إيجابية". في حين لفت عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي، إلى أن "النتائج المعلنة توحي بأن التحالفات المتوقعة في كركوك ستكون صعبة، ولابد من تحالف كردي وعربي وتركماني"، مبيناً أن "كل القوى ستحاول تشكيل هذا التحالف على حساب الطرف الثاني ما سيعقِّد المشهد". ويعتقد المندلاوي، في حديثه لـ"الصباح" أنه "إذا ما توفرت المصلحة والإرادة السياسية العليا للكرد بين الحزبين "الديمقراطي والاتحاد" بشكل خاص وتحالفا، فإن الكرد في "المناطق المتنازع عليها" سيتمكنون من تشكيل الحكومة هناك بمعيَّة بعض الأطراف الأخرى". بينما رهن الناشط المدني في حقوق الأقليات رجب عاصي كاكيي وضع كركوك بعد انتخابات مجالس المحافظات بـ"حتمية تشكيل إدارتها على وفق التوافق بين المكونات الرئيسة العرب السنة والتركمان والكرد". وأضاف كاكيي لـ"الصباح"، أن "وضع كركوك وضع خاص والجميع قبل الانتخابات كانت لديهم شعارات قومية بارزة وقليل من المرشحين كان شعاره عقلانياً"، محذراً "من الدور السلبي الإقليمي في تشكيل إدارة كركوك" على حدِّ وصفه.
من جهته، وصف الباحث في الشأن السياسي بزورك محمد الوضع في كركوك بـ"المعقد والحساس للغاية بسبب الطبيعة الديموغرافية والاجتماعية للمدينة"، موضحاً أن "أي جهة سياسية لم تحصد أغلبية مريحة لتشكيل مجلس محافظة كركوك ".
وقال محمد، لـ"الصباح"،: إن "من الضروري الخوض في مفاوضات جدِّية بهدف حلحلة الإشكاليات التي تتعلق بتشكيل مجلس محافظة كركوك أو الحكومة المحلية وبالتالي اختيار محافظ جديد لهذه المدينة التي تعاني منذ سنوات".