كركوك: نهضة علي
يعد المفكر نجات كوثر من المخضرمين في البحث عن تأريخ ومعالم مدينة كركوك قديما وحدثيا، إذ تتناول مؤلفاته باللغة التركمانية تلك التراثيات ومعالجاتها، فضلا عن اهتمامات أدبية وفنية، وتحديدا في النحت على الخشب.
يقول الباحث نجات شكر كوثر الذي تخرج في معهد المعلمين، وشارك بمعارض أقيمت في كركوك وبغداد: إنه بدأ الكتابة في العام 1960 عبر صحف ومجلات صدرت في كركوك وبغداد وانقرة وإسطنبول آنذاك، وتناولت الأدب وتأريخ قومتيه التركمانية
كوثر الذي عُين في بداية حياته مدرسًا في متوسطة المصلى، وأصبح عضوا في اتحاد الادباء والكتاب في كركوك ، حالياً يرأس تحرير جريدة «تركمان ايلي»، ولديه العشرات من المؤلفات، التي يصفها لـ «الكماليات التجميلية لوقته في المنزل والعمل».
أول كتاب قد صدر له باللغة التركية كان عن «نصر الدين خوجا» عام 1969، ثم أصدر بعده ما يقارب من خمسة وعشرين كتابا ما بين الأعوام ( 2004 – 2021) وربما من أهمها «صفحات من تاريخ كركوك – 2009» باللغة العربية، بينما صدرت الطبعة الثانية منه في لندن عام 2015.
وتضمن الإصدار حوادث كركوك وبدايتها منذ فجر التأريخ إلى العام 1958. وضم لمحة تأريخية عن المحافظة وجغرافيتها، واكتشاف نفطها ومناطقها والتقسيمات الإدارية والوظائف، وأنهار كركوك وآثارها ومدارسها، والصحافة، والمكتبات والمطابع فيها قديما، وكذلك اسماء المناطق والقرى ومعالمها الحضارية والثقافية وشواهد عديدة عنها، فضلا عن أحداث تأريخية، اكتفى بعرض معلومات عنها بسرد تأليفي وذكر مراجعه ومصادره في الصفحة الأخيرة.
وأضاف بأنه أعدَّ بحثاً عن عشيرة «البيّات» والتي ترجمت إلى التركية أيضا، وصدرت بأربع طبعات، كما وألَّف كتابا عن عطا ترزي باشا، وتناول فيه حياته وآثاره، بينما اهتم بالتعليم في كركوك وتباينه بين القديم والحداثة عبر كتابه « التعليم في كركوك قديمًا وحديثا» حيث ركّز على التعليم في محافظة كركوك للفترة من 1534 ولغاية 2010، مؤكدا أن السبب في اختار هذا الردح من الزمن، لأن الموضوع بكر غير مدروس بالشكل المطلوب، ولم ينل اهتماما من الباحثين والمؤرخين، وهي الأسباب ذاتها التي دفعته لذلك، لما له من اهمية كبيرة باعتباره الركيزة الأساسية في صنع الإنسان المتحضر.
في كتاب التعليم فصل عن «لواء كركوك من جذوره عن المعارف والكتاتيب والاستقلال اللفظي والامتحانات»، وله كتاب «كركوك بأقلام الرحالة» للفترة من 1934 ولغاية 1976، والأوائل في كركوك باللغة العربية، فضلا عن بحوث في العلوم الاجتماعية باللغة التركية.