حراك أميركي أوروبي لتجنب الحرب بين لبنان وإسرائيل

قضايا عربية ودولية 2024/01/08
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
مساران يسيران بوتيرتين ساخنتين على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فبينما تتصاعد العمليات العسكرية بين حزب الله والجيش الصهيوني، يبرز مسار آخر يتمثل بجهد دبلوماسي أميركي أوروبي لإبعاد شبح الحرب المفتوحة عن المنطقة، وهذا ما شدّد عليه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال لقاءاته مع ساسة لبنان ومن بينهم مسؤولو حزب الله.
ففي المسار الميداني المشتعل، قصف الجيش الصهيوني منذ صباح أمس الأحد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان وشمل أطراف بلدات (محيبيب وعيترون وحولا) بالتزامن مع تحليق متواصل للطائرات الحربية و المسيرات المسلحة في أجواء المنطقة.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ «إسرائيل لا تريد التصعيد وليس من مصلحة اللبنانيين حدوث أي تصعيد»، مشدداً على أن «واشنطن تبحث عن طرق سياسية لنزع فتيل التوتر في جنوب لبنان»، مضيفًا: «يهمنا ألا تشتعل الجبهة».
في الأثناء، شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي أجرى جملة لقاءات أمس الأول السبت في بيروت شملت كبار المسؤولين ومن ضمنهم ممثلون عن حزب الله، على ضرورة تجنّب «جرّ» لبنان إلى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة. وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب: «من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي»، مخاطبًا في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول: «لن يخرج أحد منتصرًا من نزاع إقليمي».
ووفقاً لمصادر سياسية مطلعة نقلتها مواقع خبرية لبنانية أمس الأحد، فإنّ «حزب الله منفتح على اي نقاش فور وقف إطلاق النار، ولا صحة لما يقال من أنه يرفض التفاوض في هذا الشأن أو في القرار 1701»، مع إشارة المصادر إلى أنَّ «حزب الله مرتاح جداً للموقف اللبناني الرسمي الذي يعبر عنه الرئيسان بري وميقاتي في ما خص القرار 1701».
إلى ذلك، كشف تقرير استخباري أميركي عن قلق في واشنطن من أحاديث عن احتمال توسيع إسرائيل للحرب إلى لبنان، مشيراً إلى أن تحقيق إسرائيل الانتصار في هذه الحرب سيكون «صعباً».
فقد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن التقييم الاستخباري الأميركي خلاصة مفادها بأن هناك «قلقاً في واشنطن من حديث إسرائيل عن توسيع الحرب إلى لبنان».
وقال التقييم الاستخباري الأميركي، الصادر عن «وكالة الاستخبارات الدفاعية – DIA”: إنه “سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح في حرب ضد حزب الله وسط القتال المستمر في غزة”.
وأضافت الصحيفة، أنَّ “مسؤولين أميركيين يشعرون بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن القتال الموسع في لبنان هو مفتاح بقائه السياسي”، وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن؛ أرسل كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف حاسم وهو “منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله”.
وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله، الذي يمتلك مقاتلين مدربين تدريباً جيداً وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، يريد تجنب تصعيد كبير، وفقاً لمسؤولين أميركيين، الذين يقولون إن زعيم الحزب، السيد حسن نصر الله، يسعى إلى الابتعاد عن حرب أوسع نطاقاً.
وقد يضرب حزب الله إسرائيل بشكل أعمق من ذي قبل، فيضرب أهدافاً حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية، وقد تقوم الحركات المسلحة المؤيدة للحزب في المنطقة بشن هجمات واسعة.
وفيما تستمر الغارات والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة وخصوصاً على خان يونس وجباليا، قالت شرطة الاحتلال: إنَّ مجندة من الوحدة الخاصة من حرس الحدود قتلت في الاشتباكات التي شهدتها جنين بالضفة الغربية فجر أمس الأحد، فيما استشهد 6 شبان فلسطينيين - بينهم 4 أشقاء - في قصف مسيّرة إسرائيلية عند مثلث الشهداء القريب من مدخل جنين الجنوبي.