طفلٌ مشاغب

منصة 2024/01/09
...

  كربلاء: أوس ستار الغانمي


يأتي وقت يجد الوالدان صعوبة في التعامل مع أطفالهم النشطين بدنيًا أو الطفل المشاغب، إذ لا يمكن بسهولة تحديد سبل التأديب -خاصة إذا كان أحدهم أكبر سنًا- سواء في نوع التعامل مع طفل صغير يصرخ ومراهق غاضب، وأن الصراخ والعنف الجسدي لا يساعد على الانضباط الإيجابي أبدًا، ولا يمكنك أن تأخذ الأمور ببساطة وتترك طفلك يشعر بالإهانة، بل يجب عليك أن تفعل شيئًا.

كونك أحد الوالدين فهو أمر رائع في دقيقة واحدة، ولكنه بقية الدقائق فهو في حالة مرهقة ومحبطة بسبب مشاجرات أطفالك على الألعاب أو بسبب البكاء لأنّهم غير قادرين على ارتداء ملابسهم، أو لأنّهم منزعجون من تراكم الواجبات المدرسيَّة.. وهنا أحيانًا قد يكون ضبط النفس والتحكّم بأعصابك والحفاظ على هدوئك ليس بالأمر الهين.

 من المفترض أن يكون الأطفال مشاغبين، وإذا وجدنا هؤلاء الصغار رصينين ومتحفظين للغاية فإنّنا نفتقد الشقاوة حقًا إنّها مرحلة ممتعة للاستمتاع بأنشطتهم الصغيرة البريئة، ولكن قد يصبح التعامل معهم أمرًا صعبًا. 

الأطفال مشاغبون بطبيعتهم يحبون التجربة واللمس والتعامل مع الأشياء وتفكيكها بدافع الفضول فقط. 

وفي هذه العملية قد يكسرون أنفسهم أو الآخرين أو يسيئون التعامل معهم، وقد يصرخون أو يضربون أو يصابون بنوبات غضب عندما لا يكون لديهم طريقتهم الخاصة، ولكن عندما يخرج السلوك التخريبي أو غير المقبول عن نطاق السيطرة يجب على الآباء التدخل والسيطرة على أطفالهم.

لذا فمن الضروري مراقبة سلوك الطفل المشاغب، عبر التأكد من حصول الطفل على تغذية سليمة على فترات منتظمة ولا يدمن على الوجبات السريعة، وهل الطفل مريض أو يعاني من أي إصابة جسدية أو تهيج؟ أو أنه يعاني من أي تفاعلات غذائية ويجب عليه تجنب بعض الأطعمة؟، هل يحصل الطفل على ما يكفي من التمارين البدنية والألعاب المتوازنة من الراحة؟ وهل الطفل الذي يعاني من تحديات جسدية قادر على التأقلم في البيئة المنزلية والمدرسة؟ أو بإمكان معرفة الطفل كيفية الحفاظ على النظافة؟ وهل هو أكثر وعيًا بهيئة جسمه؟ أو ربما يفرط في الأكل أم يُجوع نفسه؟. 

وللتعامل مع الأطفال المشاغبين يجب أن يتمتع الآباء بالنضج والصبر ومهارات التربية.

وعليهم أيضًا مراقبة الطفل باستمرار والتعمّق في أسباب الانحراف عن السلوك الطبيعي واتخاذ التدابير اللازمة لإعادته إلى المسار الطبيعي. 

من الضروري أن يكون الآباء متسقين في نهجهم ويضعون الحدود.

 ففي بعض الأحيان قد يظهر الطفل سلوكًا مزعجًا مثل البكاء أو الضرب أو كسر الأشياء. 

يجب على الوالدين اتخاذ موقف قوي وإخبار الطفل أن مثل هذا السلوك غير مقبول، وقد لا يستجيب الطفل لوالديه أو تكوين صداقات ويفضل البقاء بمفرده.

قد يُظهر هو أو هي سلوكًا عنيفًا جدًا يؤذي نفسه والآخرين. 

يجب على الآباء طلب المساعدة من المستشارين.

لذا يجب أن يفهم الطفل أن التصرّف بوقاحة والغضب والإحباط أمر غير مقبول.

ويجب تعليم الطفل أساليب التحكم في الغضب.

 أما الصراخ أو رفع اليد أو أي عقوبة قاسية قد تضر بالطفل. 

وبدلًا من ذلك، ينبغي استخدام أساليب الثناء والمكافأة، من المهم ألا يحاول الآباء أبدًا تأديب الطفل أمام أصدقائه أو إخوته. 

قضايا الانضباط إذا تم التعامل معها مع الخصوصيَّة سيكون لها تأثير أكبر، كما يمكن الحصول على المساعدة أو المشورة من الأجداد أو الأقارب أو الأصدقاء أو المعلمين لتكوين الطفل ليصبح فردًا أفضل. 

وكذلك يجب الاحتفاظ بعلامة تبويب لأنشطة طفلك، وكذلك أصدقاؤها لمعرفة مدى تأثيرهم عليها. 

فالأطفال الذين يعانون من تحديات جسديَّة أو عقليَّة قد يواجهون مشكلات مختلفة ويجب التعامل معهم بشكل مختلف.. كما من الواجب ألا تتفاعل أبدًا على الفور عندما يرتكب الطفل شيئًا خاطئًا. في ذلك الوقت، كآباء، سنكون في حالة من الغضب وسيتبدد حكمنا، أيضًا من المهم أن تكون العقوبة على السلوك السيئ في شكل مهلة أو الحرمان من بعض الامتيازات، مثل العلاج ومشاهدة التلفزيون وما إلى ذلك.