حديث المقاهي

آراء 2024/01/09
...

 زهير الجبوري 


في أماكن عديدة تتكاثر فيها الجلسات والتجمعات لعامة الناس، كالمقاهي والكازينوات أو ما تسمى بالـ(كوفي شوب)، يتبادر في الحوار بين الأفراد موضوعات ترتبط بواقعنا الاجتماعي والسياسي والبيئي، يبدر إلى ذهن كل واحد ما يحدث ويدور في الساحة من حدث محلي أو عربي أو حتى عالمي، لكن الشيء المثير في آخر جلسة سمعتها من قبل بعض الرجال في مقهى حليّ أتردد عليه في أوقات محدودة، أن مركز المدينة (شوارعها بالتحديد) تمت إعادة تأهيله من قبل الحكومة المحلية، وهذا ما يفرحنا حقا، غير أن الحديث أخذ بعدا متغلغلا في تفاصيل كبيرة في مدن أخرى ومنها العاصمة بغداد، وكان لأحد الرجال (وهو رجل متقاعد) يثني بدور السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لما يقوم به في متابعة بعض المشاريع التي تخدم البلد، مشيرا إلى فتحه الطرقات المغلقة وتبليط الشوارع وصب الطرقات، وغيرها من التفاصيل الأخرى التي تفرح عامة الناس.. 

هذا الحوار الذي ينمي عن حديث نابع من إنسان عراقي، يأخذ على عاتقه الرأي الخاص بالمجتمع، بمعنى انه ينطلق من صميم الشارع العراقي وما يدور فيه من رأي عام، كل ذلك يمثل الخطاب المرحلي لحياة الإنسان في خضم التحولات الكبيرة في سياسة البلد، ففي حياة ما قبل 2003 كان هناك رقيب، وكانت أذن صاغية لكل كلام، وكانت العبارات قد تُذهبْ بصاحبها إلى مصير مجهول، والى هاوية، غير الحياة في العقدين الأخيرين أخذت منحى الانفتاح وقول الرأي والاعتراض على كل الأشياء بداعي الحرية، فحديث الناس في كل مكان، حتى في وسائل الاتصال (الميديا) أصبح المرآة العاكسة لنقد الواقع بكل جوانبه، ولا ضير في ذلك اذا كانت تخدم الجميع، لكن على أصحاب الشأن ممن يتبوأ مناصب في الدولة، أو ممن يعمل لخدمة ونهوض مؤسسات الدولة أن يصغي ويسمع كل الملاحظات، لأننا جميعا نريد ونطالب ببنى تحتية سليمة لا أكثر، وحين نلمس ذلك بأم أعيننا يكون القانون هو السائد وتكون عجلة بناء البلد تمضي بيسر مثلما هناك بلدان مجاورة لا تملك اقتصادا كبيرا، إلّا أنها نهضت بتنظيم مشاريعها وقوانينها المطبقة على ارض الواقع..

ككل، يمكن الأشارة إلى أن ما يدور في عقول الناس في العراق وما يتداولونه في الجلسات الخاصة والعامة، هو ذاته ما يتمناه الكثير في تحقيقه، كما أن هناك رغبات من الطبقة المثقفة أن توصل أفكارها للمجتمع في ضوء ما تشاهده من تخبطات تضر الصالح العام، وهي كثيرة، ربما التطورات الكبيرة في إدامة البنى التحتية تفتح المجالات لسماع كل الأصوات، التي تخدم بلدنا، وهذا ما سيحصل بأقرب وقت.