في ذكرى التأسيس

آراء 2024/01/10
...

سعد العبيدي

تأسس الجيش العراقي مع تأسيس الدولة العراقية عام 1921، ورافق مسيرتها ما يزيد قليلاً عن القرن من الزمان، دافع عن وجودها، ونفذ أوامرها في الحماية والردع، قاتل خارج حدودها في فلسطين وأماكن أخرى، تاركاً العديد من الآثار التي يشار لها كفاءة في الأداء والضبط والمعنويات، وهو مثل الدولة العراقية أو نسخة مصغرة منها، مر بمحطات كثيرة سجلت له عند المرور ببعضها والى نهاية سبعينيات القرن الماضي نقاطا مضيئة، حسبته جيشاً نزيهاً، منظماً، منفذاً جيداً للأوامر والتوجيهات، وسجلت عليه كذلك العديد من النقاط أضرت بمهنيته وبالدولة، ومن أهم تلك النقاط التي سجلت، وقوعه في فخاخ الحزبية، ليتحول قريباً من عام السقوط (2003) إلى منظمة حزبية، بعيداً عن المعايير العسكرية، وسجلت عليه من قبل هذا الوقوع إصابة بعض ضباطه القادة بداء الانقلابات، الذي فتح الشهية إليها الفريق بكر صدقي عام (1936)، واستمرت من بعده مفتوحة، حتى تم غلقها بإحكام من قبل حزب البعث وقائد انقلابه عام (1968) اللواء أحمد حسن البكر.. انقلابات حنث في جميعها الضباط المساهمون بالقسم في حماية الملك والدولة والدستور، وأخلوا بمعايير المهنية العسكرية وخالفوا القانون، فتسبب الناجحون منهم في الوصول إلى السلطة والفاشلون بهدم المهنية العسكرية للجيش، والإخلال بالضبط والقيم العسكرية، كذلك تعرض الجيش مثل تعرض الدولة إلى ضربات صادمة بسبب استخدامه الخطأ في حروب عبثية، وغير متوازنة، أسهمت هي الأخرى في تصدع مهنيته والإجهاز على نزاهته ووطنيته، ومع هذا حاول النهوض مثل الدولة بعد العام (2003)، ليعيد بناء نفسه جيشاً مهنياً قادراً على الردع والدفاع عن حدود الدولة، لكن بناءه هذه المرة جاء في ظروف صعبة يحتاج فيها إلى جهد حثيث من قبل الدولة لحماية استقلاليته ووطنيته، وإبعاده عن السياسة وألاعيبها في الاستغلال لأغراض السيطرة ومد النفوذ، حماية من هذا النوع هي الكفيلة فقط باستمرار بنائه جيشاً مهنياً وطنياً موثوقاً من كل العراقيين.