السلاح هو الذي يُغيِّر الستراتيجيَّات

آراء 2024/01/11
...

 رزاق عداي 


الحرب الطاحنة غير المتكافئة التي تدور الآن في قطاع غزة بين بضع من الفصائل الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة ثانية كشفت عن قوة اسرائيل وتفوقها التسليحي، فباشرت في حرب أشبه بالإبادة ضد السكان المدنيين فحولت مدينة غزة إلى انقاض، ومع ذلك فإن اسرائيل في وضع لم تشهده أو لم تتوقعه من قبل ازاء رشقات الصواريخ التي انطلقت من ( قطاع غزة) بالعشرات والمئات، فأسطورة التفوق التسليحي الإرائيلي باتت اليوم معرضة للتهديد والشك.  

بعد ان انتهت الحرب التي سميت بـ( العدوان الثلاثي ) في عام 1956 بين مصر منفردة، ضد تحالف اسرائيلي فرنسي بريطاني، ظلت مصر تتفوق على اسرائيل بالعدة والعدد، فكانت نصيحة ( بن غوريون ) للقادة الاسرائيليين الشباب انذاك، بيغن، وكولدا مائير، واشكول، وعزرا وايزمن، واسحاق رابين، أن يتحاشوا المواجهة والقتال مع العرب لمدة لا تقل عن عشرة أعوام، كي تبني اسرائيل ترسانتها من الاسلحة تكون مكافئة للقدرة العسكرية المصرية على الاقل، تجعلها قادرة على المواجهة بمفردها، وهذا ما حصل في حرب 5 حزيران 1967.الاسلحة هي التي تغير الستراتيجيات في كل الازمان، ففي القرون الوسطى كانت تقنية المدفع هي التي تحسم نتيجة المعارك، مدافع الدولة العثمانية الكفوءة هي التي مكنتها من اقتطاع مساحات شاسعة من أوروبا، بعد ذلك كانت مدافع نابليون التي جعلته يصول ويجول في أوروبا وروسيا،، الحرب العالمية الاولى شهدت دخول الطائرات في العمليات الحربية 

اما في الحرب العالمية الثانية كان رهان -هتلر -على دبابات البانزر، التي لم تتوقف في بداية الحرب إلا بعد أن احتلت عموم فرنسا في بحر اسبوعين فقط،اخذ مجال الاسلحة يتطور بشكل جنوني مع بداية القرن العشرين في اختراع وتطوير الاسلحة لديها، فتطورت الطائرات والسفن والزوارق والدبابات والسموم والصورايخ والقذائف، والابرز مؤخرا السلاح النووي، اسلحة الدمار الشامل، كان السلاح النووي هو السبب في انهاء الحرب العالمية الثانية، اذ كانت اليابان آخر دول المحور انهزاما، فلم تتوقف الحرب الا بعد قصف مدينتيها، هيروشيما وناغازاكي، بأول قنبلتين ذريتين في التاريخ،اثر ذلك وقعت وثيقة الاستسلام دون قيد أو شرط في سبتمبر 1945،..وفي الحرب الباردة بين الولايات المتحدة كقطب عالمي من الصعب مواجهته،، وهيمن في ذلك الوقت على نصف الكرة الارضية يقابله الاتحاد السوفيتي الذي كان يشكل القطب الاّخر، كان هناك سباق بينهما سموه (( سباق التسلح )) وهو مصطلح يصف صراع أو سباق دولتين متحاربتين، متعاديتين، في سبيل التفوق العسكري - التسليحي،...في وقتنا الراهن هناك اسلحة كثيرة جداَ، ومتنوعة منها ما هو معروف سابقاٍ ولكنه تطور بشكل كبير، ومنها ما هو جديد تماما، الذي يتمتع أو يعرف بالذكاء الاصطناعي ( السيبراني ) باحدث الطرق والابتكارات التقنية،..الخلاصة، ان العقل العلمي في كل مبتكراته هناك تطبيق له في الصناعة العسكرية التسليحية، فأي تقدم علمي هناك ما يقابله في المنتج

 التسليحي.